التعليم في المغرب إلى أين؟

7 نوفمبر 2025
التعليم في المغرب إلى أين؟
العربية.ما / محمد شيوي
التعليم في المغرب.. كارثة تهدد مستقبل جيل Z

مأساة طلبة CMC بمراكش تامنصورت: مستقبل معلّق وضمائر غائبة

تعيش الأسر المغربية التي وضعت ثقتها في قطاع التعليم على صفيح ساخن، تحديدا أولياء وأمهات طلبة مدرسة المهن والكفاءات (CMC) بتامنصورت – مراكش، حيث تكشف فصول كارثة تعليمية حقيقية تهدد مستقبل جيل بأكمله.

يعبّر الآباء عن استياء كبير جدا وقلق بالغ بسبب التأخير غير المبرر في انطلاق الدراسة برسم السنة الجامعية 2025-2026. لقد مرّ شهران من الموسم الدراسي، وما يزال الطلبة، الذين نجحوا في الروائز وأتموا إجراءات التسجيل، ينتظرون بلا جدوى، غير ملتحقين بفصولهم.

يكمن جوهر المأساة في أن هؤلاء الطلبة قاموا بـ سحب شهادة البكالوريا الأصلية سحبا نهائيا من عدة كليات ومؤسسات جامعية أخرى، وذلك بعد ضمان قبولهم في CMC تامنصورت. هذا الإجراء، الذي يعد التزاما نهائيا بالدراسة في المؤسسة الجديدة، وضعهم اليوم في مأزق لا يمكن تداركه بسهولة.

الجميع يتساءل عن مصير أبنائهم بعد أن ضحّوا بفرصهم في التعليم العمومي، ليتفاجأوا بالصمت المطبق وعدم الرد الواضح على تساؤلاتهم حول تاريخ بداية الدراسة. والأدهى والأمرّ، هو ما يروج في الكواليس من أن السبب وراء هذا التأخير يعود إلى أن المدرسة غير مجهزة بالطاولات ولا باللوازم الضرورية لاستقبال الطلبة.

المسؤولية أن يتم استدعاء الطلبة، اجتيازهم للروائز، إعلان نجاحهم، وأخذ وثائقهم الثمينة ومن ضمنها شهادة البكالوريا الأصلية، ثم بعد ذلك يتركوا لمصير مجهول؟

الأكثر إيلاما هو موقف الإدارة الذي لا يكترث، حيث يرد كل مسؤول على حدة بعبارة واحدة قاتلة: “لا أعلم متى ستبدأ الدراسة“. هذا التملص واللامبالاة يثير سؤالاً جوهرياً: هل هذه إدارة؟ وهل هذا السلوك يتوافق مع أدنى معايير المهنية والمسؤولية في قطاع حساس كالتعليم؟

إن هذا التصرف غير المسؤول يهدد بـ تخريب نفسية الطلبة وتدميرهم، ويدفعهم نحو الإحباط وربما الانحراف، بعد أن رأوا مستقبلهم معلقاً بسبب سوء تخطيط وإهمال إداري.

أين هي وزارة التعليم؟ أين هو السيد الوزير؟ وأين هم المسؤولون الذين يراقبون ويحاسبون؟ هذه ليست مجرد مشكلة إدارية، إنها كارثة تعليمية تساهم في إهدار الطاقات وإطلاق صيحة اليأس في وجه جيل كامل، هو جيل Z الذي خرج من أجل مستقبله.

كان أقل ما يجب فعله هو عدم أخذ شهادة البكالوريا الأصلية من الطلبة، حتى يتسنى لهم الالتحاق بإحدى الكليات المتاحة. ضياع هؤلاء الطلبة وتركهم لمصير مجهول هو جريمة في حق الوطن والمستقبل.

إنها صرخة مدوية لتدفع الوزارة المعنية للتدخل العاجل لإنقاذ مستقبل العشرات من أبناء المغاربة. التعليم في المغرب ليس بخير.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.