العربية.ما alaarabiya.ma

حصري: تصميم تهيئة مدينة الخميسات يعاد فيه النظر والوكالة الحضرية تطلق طلب عروض جديد

الساكنة تطالب بالتعجيل بالإصلاحات الهيكلية وإخراج المدينة من طابعها القروي!

alt=
العربية.ما - إدريس قدّاري

أطلقت الوكالة الحضرية للخميسات طلب عروض -رقم 02/2024- بخصوص إعداد تصميم تهيئة مدينة الخميسات. حسب ما استقته الجريدة الإلكترونية “العربية.ما” من مصادر مطلعة، والتي قالت أنه سيتم فتح الأظرفة المتعلقة بهذا الطلب يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 على الساعة 10:30 صباحا بمقر الوكالة.

وأوضحت المصادر أن أسباب طلب العروض هذا، الذي تقرر بعد 8 سنوات من بدء العمل بتصميم التهيئة الحالي، جاء بناء على طلب جماعة الخميسات، التي واجهت صعوبات كثيرة في تنزيل وثيقة تصميم التهيئة الحالي. ويُنتظر أن يتفادى تصميم التهيئة الجديد نقائص التصميم الأخير، والعمل بمختلف وثائق التعمير المتوفرة؛ من قبيل المخطط الجهوي لإعداد التراب ومخطط التنمية الجهوية ومشروع مدينة الخميسات.. 

وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الخميسات، التي تعيش في وضعية عمرانية مقلقة، تتجلى في كونها لازالت لم تخرج من طابعها القروي، ولم تجد بعد هوية حضرية تميزها أوتمتاز بها. بسبب النقص الكبير في عدد من المرافق العمومية الحيوية؛ من ملاعب رياضية ملائمة للكبار وفضاءات ترفيهية للصغار ومساحات خضراء كافية (خصوصاً أن الساحات القديمة؛ الحسن الأول بحي السلام والمسيرة الخضراء بشارع محمد الخامس، زحف عليهما الإسمنت والزليج “العجيب” مما حرمهما من التشجير والبستنة والعشب..). إلى جانب عدم تحديث الشوارع الرئيسية، إذ ظل التحديث الذي وقع في السنوات القليلة الماضية والذي هم شارع ابن سينا فقط، جد ناقص ولا يفي بالمطلوب، دون الحديث عن المشاكل المالية (الملاييرية) التي يعرفها الجميع، والتي لا تزال محط متابعة من الجهات المختصة. ثم عدم ربط مختلف الأحياء بشبكة طرق جيدة، إذ كل الطرق، حاليا، تشهد خرابا ودمارا، وما يرافق ذلك من ضعف الإنارة العمومية، وغياب الرصيف والتشجير في معظمها. وكلها أمور تنعكس على الحياة العامة للمواطن بالمدينة..

ويرى متتبعون للشأن العام بالخميسات، أن تصميم التهيئة الجديد (أوالاستدراكي) يجب أن يراعي المشاكل الحقيقية للمدينة، من قبيل الحسم في وضعية الأحياء ناقصة التجهيز وتلك التي تعرف إعادة الهيكلة بعد عمليات هدم البناء العشوائي منذ أكثر من 3 سنوات وما رافقها من مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة لازالت تلقي بضلالها على المتضررين إلى يومنا هذا. و”المنطقة الصناعية” التي اختلطت تسمياتها. والبنية التحتية المدمرة بمختلف الطرقات والأزقة. والنقط السوداء التي تشهد اختناقا مروريا، خاصة على مستوى منطقة الشاطو (بلجطيط، ابن سينا، المولى اسماعيل، الزرقطوني، علال بن عبد الله، أبو بكر الصديق..). والنقط السوداء التي تشهد فيضانات مع تهاطل الأمطار (شارع ابن سينا على مستوى مدخل حي الزهرة ونفس الشارع قرب مدرسة إبن بطوطة. شارع محمد الخامس على مستوى المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية. حي الوفاء. حي الشهداء. حي ضاية نزهة. حي الوحدة… وغيرها من النقط التي تعاني الضعف الحاد في بنية تصريف مياه الأمطار). والأسواق المختلفة التي تعاني من مشاكل كثيرة: السوق الأسبوعي، وسوق الجملة لبيع الخضر والفواكه، الأسواق النموذجية التي أنشئت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لبيع الخضر والفواكه وتلك الخاصة بالملابس، أسواق الخضروات اليومية العشوائية في عدد من الأحياء والشوارع والأزقة (علال بن عبد الله وأبو بكر الصديق بحي بوخام، وطريق بين الويدان بحي الكومندار ودوار الشيخ، وزنقة القاضي عياض وسوق السعادة بحي الزهرة، وبحي معمورة، وزنقة المولى إسماعيل (حومة الشومور). …إلخ).

كما يرى مهتمون بأهمية التفكير في خلق مواقف للسيارات عصرية بمركز المدينة. ومراحيض عمومية بمختلف المناطق التي تعرف ارتفاعا في عدد الزوار أوالمرتفقين. وتحديث ملاعب القرب الرياضية القائمة مع خلق أخرى بما يستجيب لحاجة الساكنة عموماً والشباب على وجه الخصوص. وخلق فضاءات ترفيهية للأسر عامة وللأطفال على وجه التحديد. والعمل على تهيئة وصيانة “منتزه 3 مارس” و”غابة المرابو” بما يحافظ على مكانتهما التاريخية وتجهيزهما بالمرافق الضرورية. إلى جانب تخصيص وعاء عقاري لخلق نواة جامعية طال انتظارها من طرف طلبة المنطقة وأسرهم. مع خلق دُور الشباب في الجهة الشمالية والغربية للمدينة. 

هذا، وشدد متخصصون على أهمية تقييد العقارات التابعة لأملاك الدولة وأملاك الجماعة المحلية وجعلها خاصة وحصرية للمشاريع العمومية، حتى يحول ذلك دون تفويتها إلى “الخواص” و”المنعشين العقاريين” الذين سبق وأن استفادوا من عدد منها في ظروف وبأشكال مختلفة…؟!. كما نبه ذوو الاختصاص إلى أهمية الأخذ بالرأي الاستشاري للساكنة المحلية والمجتمع المدني المحلي، وذلك بشكل شفاف وحقيقي وليس بالطرق الإدارية الشكلية (مرور الكرام). كما أوصوا بضرورة تطبيق العدالة العقارية والمجالية بما يخدم المصالح الإجتماعية والاقتصادية للساكنة، لأن هذا التصميم قد يرهن المدينة مستقبلا وللعديد من السنوات.

وختاما، نهمس في آذان مسؤولي مدينة الخميسات؛ من منتخبين، الصغار والكبار منهم، وممثلي السلطات المحلية والإقليمية وممثلي المصالح الخارجية: جاءتكم فرصة لتصحيح بعضا من عيوب المدينة “الجريحة” والتعبير عن خدمة صالحها العام، فماذا ستفعلون وهل أنتم مستعدون؟. ويبقى التاريخ يسجل كل الأعمال ويحتفظ بكل الأفعال. فوفق الله كل من يجتهد خيرا ويعمل عملا صالحا يترجم غيرته على المنطقة خاصة ووطنيته عامة.

المصدرالعربية.ما
Exit mobile version