العربية.ما alaarabiya.ma

اعتزام إسرائيل إنشاء قنصلية في الداخلة المغربية يُحرج الولايات المتحدة الأمريكية

alt=

في خطوة يرتقب أن تمنح دفعة قوية إلى العلاقات بين الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل وتشكل نوعا من الحرج بالنسبة لدول صديقة أخرى للرباط، أعلنت تل أبيب عزمها إنشاء قنصلية في مدينة الداخلة بالموازاة مع اعترافها بمغربية الصحراء.

وجاء الموقف الإسرائيلي في رسالة وجهها الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الملك محمد السادس، أعلن فيها أن إسرائيل “تدرس، إيجابيا، فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، في إطار تكريس قرار الدولة العبرية الاعتراف بمغربية الصحراء.

ويأتي القرار الإسرائيلي ليختبر جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ تعهدها بإنشاء قنصلية عامة في الداخلة، والذي كان مضمنا في الاتفاق الثلاثي الموقع بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل أواخر 2020.

خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، اعتبر أن قرار إسرائيل المعلن عنه، بخصوص فتح هذه القنصلية بالداخلة، هو قرار “خارج الاتفاق الثلاثي، ونوع من الربح الدبلوماسي للمغرب”.

وأضاف الشيات، في تصريح لوسائل الاعلام، أن القرار الإسرائيلي “مقدمة أساسية لفتح قنصلية أمريكية في الداخلة أو في الأقاليم الجنوبية، ربما الولايات المتحدة الأمريكية نفسها كانت تود ذلك، لاستتباعه بفتح قنصليتها في الداخلة”.

وزاد الأستاذ الجامعي المتخصص في العلاقات الدولية موضحا: “هذا الأمر هو مقدمة لفتح الولايات المتحدة الأمريكية لقنصليتها في الداخلة. ومن ثم، ليس هناك منطق آخر؛ لأن المنطق المخالف هو أن تكون هناك قنصلية إسرائيلية بدون قنصلية أمريكية في الداخلة، وهو أمر لا يستقيم من الناحية العملية”.

وذهب المصرح ذاته إلى أن الخطوة الإسرائيلية رفعت “الحرج عن الولايات المتحدة الأمريكية، وأتوقع في القريب العاجل أن تقدم الولايات المتحدة على افتتاح قنصلية لها”، مردفا أن “المعادلة واضحة جدا”.

وسجل الشيات بأن القرار الإسرائيلي “إيجابي جدا للمغرب، وأصبح في حكم الماضي بأن لا تفتتح الولايات المتحدة قنصليتها في الداخلة”، حسب تعبيره.

من جهته، قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بأن الاعتراف الإسرائيلي يدخل ضمن “سلسلة الاعترافات بمغربية الصحراء التي بدأت بدول الخليج، والذي لم يكن ليحدث لولا الاتفاق الثلاثي”.

وأضاف حمودي، في تصريح لوسائل الاعلام، إن كانت العلاقات بين المغرب وإسرائيل قد تعززت “أكثر في إطار ثنائي خلال السنتين الماضيتين وتجاوزت من حيث عمقها وشموليتها ما جرى الاتفاق عليه سابقا”.

وتابع الأستاذ الجامعي المتخصص في العلوم السياسية مبينا أنها “علاقات ثنائية نشطة محكومة بالمصالح الحيوية للطرفين، وستظهر هل سيكون له أثر على منظمات ودول أخرى، خصوصا في أوروبا وشرق آسيا التي تربطها علاقات قوية مع إسرائيل”.

وشدد حمودي على أن إحداث قنصلية إسرائيلية في الداخلة قرار يفيد بـ”ارتقاء العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى علاقات دبلوماسية كاملة، ووجود قنصلي يقتضي وجود سفارة وتعيين ملحق عسكري يؤكد ذلك”.

وأبرز المتحدث ذاته أنه في حالة التزام إسرائيل بفتح قنصلية في العيون “قد يدفع الدول الأخرى إلى القيام بنفس الخطوة، التي تظل رهينة بالحسابات الداخلية بكل دولة”، لافتا إلى أن الأمريكيين “حساباتهم تقنية ومالية صرفة وليست سياسية، لأن الاعتراف بمغربية الصحراء حصل”.

Exit mobile version