العربية.ما alaarabiya.ma

الدار البيضاء: ذكرى رحيل الأب الروحي لأيتام مؤسسات الرعاية الاجتماعية

alt=
العربي نواس

حلت أول أمس ذكرى رحيل رجل عظيم ، نموذج للقيم الإنسانية وبطل حقيقي لكثير من الأيتام سيدي عبد الحفيظ الرغاي. كانت حياته سمفونية مكرسة لقضية الشباب الأكثر ضعفًا في مجتمعنا إلى جانب مهنته كأمين عام للمكتب الشريف للفوسفاط ، كرس هذا الرجل الاستثنائي وقته وطاقته وكرمه اللامحدود للشباب في دور الأيتام.

لم يكن تقاعده إيذانًا بنهاية التزامه ، بل بداية فصل جديد ضاعف فيه جهوده لتحويل رأس المال البشري اليتيم إلى رأس مال مواطن منتج يحمل قيمًا لا تقدر بثمن، كان أكثر من فاعل خير، لقد كان مرشدًا وصديقًا لهؤلاء الشباب ، يوجههم بالحكمة واللطف على طريق الاستقلالية والنجاح، لقد زرع بذور الأمل في قلوبهم ، ومنحهم فرصًا نفيسة، تأثيره على حياتهم لا حدود له.

كان تفانيه غير الأناني مثالًا حيًا على عظمة الروح البشرية، الجانب المادي ومساهماته المادية السخية لا تقل أهمية عن تسخير وقته الثمين لرعاية هذه الشريحة من المجتمع وخصوصا الأيتام منهم، كان ينصت بقلبه وبأحاسيسه لهؤلاء الشباب ويشجعهم على البذل والاجتهاد، موضحًا لهم أن أحلامهم قابلة للتحقيق وأن ماضيهم لم يحدد مستقبلهم.

اليوم نتذكره بامتنان وإعجاب، ستبقى صورته الجميلة محفورة في ذاكرتنا ، وسيستمر إلهامه في إضاءة حياتنا، من خلال حزننا سنسعى جاهدين لتخليد عمله ومواصلة مهمته ومسايرة الركب وذلك بتزويد الأيتام الصغار بالدعم والحب والفرص التي يحتاجونها للنمو.

ارقد بسلام سيدي عبد الحفيظ الرغاي أبو الأيتام وداعمهم بامتياز ذكراك ستبقى راسخة في الأذهان والله لن يضيع أجر المحسنين.

Exit mobile version