العربية.ما alaarabiya.ma

المستقبل المجهول للتلاميذ: التأثيرات السلبية لممارسات النفخ في النقط في بعض مؤسسات التعليم

alt=
محمد شيوي

في الآونة الأخيرة، برز موضوع النفخ في النقط كممارسة شائعة في القطاع التعليمي وخصوصا في بعض مؤسسات التعليم الخاص، و خاصة في مرحلة الثانوي. هذه الظاهرة المقلقة تهدد مستقبل التلاميذ وتضع علامات استفهام حول مدى جودة التعليم المقدم لهم.

في هذه المقالة، سنستكشف آثار هذه الممارسات على مسار التلاميذ التعليمي والمهني، النفخ في النقط هو أمر بات منتشرا بشكل مقلق في المؤسسات التعليمية الخاصة، بدافع الحصول على نتائج مرتفعة والمحافظة على سمعة المدرسة، يقوم بعض المسؤولين بالتلاعب في علامات التلاميذ دون مراعاة مستوياتهم الحقيقية، هذا الأمر له تأثيرات وخيمة على مستقبل التلاميذ.

أولا، يفقد التلاميذ الحافز للتعلم والاجتهاد، حيث يشعرون بأن النجاح لا يتطلب منهم سوى الحصول على علامات مرتفعة بأي وسيلة، هذا يضعف مهاراتهم الحقيقية ويحول دون تطويرها. عندما يواجهون امتحانات موحدة أو فرص عمل في المستقبل، سيكتشفون أن مستوياتهم لا تتناسب مع ما تم تضخيمه في شهاداتهم.

ثانيا، النفخ في النقط يؤثر سلبا على مصداقية الشهادات الدراسية الصادرة من هذه المؤسسات، حيث أن أرباب العمل والجامعات سيكونون أكثر شكا في قيمة هذه الشهادات مما قد يحرم التلاميذ من فرص التعليم العالي أو التوظيف المناسب.

بالإضافة إلى ذلك، هذه الممارسات تحرم التلاميذ من الحصول على تغذية راجعة حقيقية حول مستوياتهم، مما يحول دون معرفة نقاط ضعفهم وتطوير مهاراتهم بشكل سليم.

ومما زاد الطين بلة الهاجس الذي أصبح يتناوله الشارع المغربي، أن الظاهرة أيضا بدأت تستفحل حتّى في بعض المدارس والثانويات العمومية لاستقطاب التلاميذ لحصص الدعم المؤدى عنها قبيل الامتحانات الاستشهادية.

لذا فممارسات النفخ في النقط في بعض مؤسسات التعليم لها تأثيرات سلبية متعددة تتجلى في التأثير على جودة التعليم، حيث تؤدي هذه الممارسات إلى خفض المستوى الأكاديمي للتلاميذ وتقليل جودة التعليم المقدم، ناهيك عن تشويه المؤهلات كالحصول على معدلات أعلى من الأداء الفعلي للتلميذ يؤدي إلى تشويه المؤهلات ويعطي صورة زائفة عن قدرات التلاميذ.

أما من الجانب النفسي السلبي، ينتج عن هذه الممارسات شعور التلاميذ بالغش والخداع مما يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم.

إضافة إلى فقدان المصداقية مما تضر هذه الممارسات بمصداقية المؤسسة التعليمية وتقوض ثقة المجتمع فيها.

أما إذا أشرنا إلى المخاطر القانونية، قد تنطوي هذه الممارسات على مخاطر قد تعرض المؤسسة التعليمية للمساءلة.

لذلك من الضروري معالجة هذه الممارسات والعمل على تعزيز النزاهة الأكاديمية في المؤسسات التعليمية، فالنفخ في النقط في المؤسسات التعليمية الخاصة أو كذا بعض الأساتذة في التعليم العمومي عن طريق الدعم المؤدى عنه، يمثل تهديدا خطيرا لمستقبل التلاميذ. هذه الممارسات ليست فقط غير أخلاقية، بل تلحق ضررا بالغا بمسار التعليمي والمهني للتلاميذ. يجب على السلطات التعليمية والمجتمع ككل العمل على مكافحة هذه الظاهرة والحفاظ على نزاهة وجودة التعليم لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا الطلبة.

Exit mobile version