آية ترحل بصمت.. ومغربٌ بأكمله يبكي ملاك الهندسة
في خبر أليم هز قلوب المغاربة بعدما تابعوا قصة طالبة ومعانتها مع المرض من خلال المنصات الاجتماعية وخصوصا الفايسبوك، فارقت الطالبة آية بومزبرة الحياة مساء أمس الإثنين بمستشفى “Hôpital Paul-Brousse” في العاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع مرير مع المرض، وهي في ريعان شبابها، تنتظر أملا أخيرا في الحياة عبر عملية زرع كبد ثانية لم يكتب لها أن ترى النور.
آية، الطالبة المجدة التي كانت تتابع دراستها بالسنة الرابعة في المدرسة الوطنية للهندسة بمراكش، تحولت في الشهور الأخيرة إلى رمز للأمل والمقاومة، بعد أن أشعلت قصتها المؤثرة تعاطفا شعبيا واسعا، حيث التفت حولها قلوب المغاربة في حملة تضامنية نادرة، استجابت لها جمعية “يالاه نتعاونوا” وأسرتها، وتمكنوا من جمع التكاليف الأولية للعملية المنتظرة.
وكانت الراحلة قد خضعت في وقت سابق لعملية زرع كبد أولى، كللت بالنجاح واستمرت نتائجها الإيجابية لمدة عام، غير أن عدوى مفاجئة وخطيرة قلبت الموازين، وأدخلتها في غيبوبة استمرت أسبوعا كاملا، قبل أن تتدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ، لتفارق الحياة قبل موعد العملية الثانية.
رحيل آية المفجع، لم يخلف فقط ألما في قلوب أهلها وأصدقائها، بل أطلق صرخة حزن جماعية في منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف المغاربة عن حزنهم العميق، مستحضرين في كلماتهم جمال روحها، واجتهادها، وابتسامتها التي لم تفارقها رغم الوجع.
وإذا كانت آية قد رحلت عن هذا العالم، فإن قصتها ستبقى شاهدة على معنى التضامن، والكرامة في لحظات الضعف، وستظل محفورة في ذاكرة كل من آمن بأن المرض لا يسلب الحلم، وأن الحب قادر على كسر حدود الجغرافيا.
رحم الله آية، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.