العربية.ما alaarabiya.ma

أزمة المياه في جماعة مجاط إقليم شيشاوة: تحديات وتوجيهات ملكية للجهوية المتقدمة

alt=
العربية.ما - سمير الرابحي

تعاني جماعة مجاط بإقليم شيشاوة، كغيرها من مناطق المملكة، من تحديات متزايدة في تدبير الموارد المائية، وهو ما يُعرف بـ “الإجهاد المائي”. تأتي هذه المشكلة في سياق وطني وإقليمي يتسم بندرة المياه وتأثيرات التغيرات المناخية، مما يستدعي تضافر الجهود على كافة المستويات لمواجهة هذه الأزمة.

التوجيهات الملكية وأهميتها:

تأتي الرسالة الملكية السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة لتؤكد على أهمية معالجة أزمة الإجهاد المائي كأولوية وطنية. وقد شدد الملك على أن هذه الأزمة، إلى جانب تطوير منظومة النقل والتنقل والانخراط في التحول الرقمي، تُعد من الإشكاليات التي تعيق جهود التنمية في مختلف جهات المملكة.

تُعتبر هذه التوجيهات بمثابة خارطة طريق للجهات والجماعات الترابية، بما في ذلك جماعة مجاط، حيث تحمل في طياتها عدة دلالات مهمة:

• المسؤولية المشتركة: تُؤكد الرسالة على أن تدبير أزمة المياه ليس مسؤولية الحكومة المركزية فقط، بل هو مسؤولية مشتركة تتطلب انخراطاً فعالاً من الجهات والجماعات الترابية.

• الجدية وتظافر الجهود: تُشدد التوجيهات الملكية على ضرورة التعامل بجدية مع هذه الأزمة وتظافر الجهود بين مختلف الفاعلين، من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني وقطاع خاص.

• الجهوية المتقدمة كإطار للحل: تُؤكد الرسالة على أهمية الجهوية المتقدمة كإطار مؤسساتي وقانوني يمكن من خلاله تدبير أزمة المياه بشكل فعال، من خلال تمكين الجهات والجماعات الترابية من صلاحيات وموارد أكبر.

سبل مواجهة أزمة المياه في مجاط في ضوء التوجيهات الملكية:

في ضوء هذه التوجيهات، يمكن لجماعة مجاط أن تتخذ عدة إجراءات لمواجهة أزمة المياه، من بينها:

• وضع مخططات محلية للتدبير المائي: وضع مخططات شاملة تحدد الأولويات وتُوزع المسؤوليات وتُحدد الموارد اللازمة.

• ترشيد استهلاك المياه: اتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك المياه في مختلف القطاعات، منزلي وزراعي وصناعي.

• تنمية مصادر المياه: البحث عن مصادر مياه بديلة ومستدامة، مثل تحلية مياه البحر أو معالجة المياه العادمة.

• الاستثمار في البنية التحتية المائية: تطوير شبكات توزيع المياه وصيانة السدود والآبار.

• الشراكة والتعاون: بناء شراكات مع مختلف الفاعلين، من قطاع خاص ومجتمع مدني وجماعات ترابية أخرى، لتبادل الخبرات والموارد.

تُعتبر أزمة المياه في جماعة مجاط تحدياً كبيراً يتطلب تضافر الجهود على كافة المستويات. تُشكل التوجيهات الملكية السامية خارطة طريق واضحة للجهات والجماعات الترابية، بما في ذلك جماعة مجاط، من أجل مواجهة هذه الأزمة بشكل فعال ومستدام. من الضروري أن يتم ترجمة هذه التوجيهات إلى إجراءات عملية وملموسة على أرض الواقع، من خلال وضع مخططات محلية شاملة وتفعيل آليات الشراكة والتعاون بين مختلف الفاعلين.

Exit mobile version