أضرار وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين
إن أضرار وسائل التواصل الاجتماعي تمثل “خطرا كبيرا” على الأطفال، وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، دعا الجراح العام في الولايات المتحدة فيفيك مورثي إلى ضرورة تضمين تحذيرات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أضرارها الكبيرة على الصحة العقلية للمراهقين.
وأوضح مورثي أن قضاء أكثر من 3 ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي يضاعف خطر أعراض القلق والاكتئاب لدى المراهقين، حيث كان معدل الاستخدام اليومي في صيف عام 2023 يقارب 5 ساعات.
وأشار الجراح العام إلى أن رسالة التحذير التي يطالب بها من الكونغرس ستذكر الأهل والمراهقين بانتظام بأن وسائل التواصل الاجتماعي لم يثبت أنها آمنة. كما أوصى بأن يكون الأطفال بعمر 13 عاما أصغر من أن ينضموا إلى هذه التطبيقات، وأن تمنع المدارس استخدام الهواتف أثناء الدروس والأنشطة الاجتماعية.
واستشهد مورثي بالإجراءات السابقة التي اتخذها المشرعون لمعالجة المخاطر الصحية المرتبطة بالتنقل بالمركبات والتبغ، مؤكدا أن الملصقات التحذيرية يمكن أن تزيد الوعي وتغير السلوك بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
أضرار وسائل التواصل الاجتماعي على صحة المراهقين العقلية؟
لقد أظهرت الأبحاث أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرات سلبية محتملة على صحة المراهقين العقلية، وتشمل هذه الآثار:
-
زيادة الاكتئاب والقلق:
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بإفراط مرتبط بارتفاع مستويات الاكتئاب والقلق لدى المراهقين.
- التعرض المستمر للمحتوى السلبي والمقارنات الاجتماعية يمكن أن يزيد من الشعور بعدم الرضا والاكتئاب.
-
انخفاض تقدير الذات:
- المقارنات الاجتماعية وعدم الرضا عن الذات بسبب منشورات الآخرين يمكن أن تؤثر سلبًا على تقدير المراهق لذاته.
- الشعور بالاستبعاد أو الوحدة نتيجة انخفاض التفاعل الاجتماعي الحقيقي.
-
اضطرابات النوم:
- استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يمكن أن يؤثر على نوعية النوم وكمية النوم لدى المراهقين.
- الاضطرابات في النوم قد تؤدي إلى مشكلات في التركيز والإنتاجية.
-
الإدمان:
- يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان وإهمال الجوانب الأخرى من الحياة.
-
دخول المواقع الإباحية:
من الممكن دخول بعض المراهقين إلى المواقع الإباحية عبر رابط يُرسل إليهم من قبل شخصٍ غريب أو من قبل أحد أصدقائهم، وينجم عن ذلك خطرٌ كبير قد يؤدي إلى إدمان هذه المواقع ما يؤثر سلبا على الصحة النفسية والاجتماعية.
ما هي إيجابيات وفوائد مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين؟
هناك أيضًا العديد من الفوائد المحتملة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة للمراهقين، وتتضمن:
-
التواصل الاجتماعي والدعم:
- تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين البقاء على اتصال مع أصدقائهم وأفراد الأسرة، مما يسهم في الشعور بالانتماء.
- يمكن أن تساعد في تعزيز الدعم الاجتماعي والتفاعل مع الأقران.
-
بناء المهارات الرقمية:
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يساعد المراهقين على تطوير مهارات التكنولوجيا والاتصال الرقمي.
- هذه المهارات قد تكون مفيدة في المسار المهني المستقبلي.
-
التعبير عن الذات والخلاقية:
- وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصات للمراهقين للتعبير عن أنفسهم وإبراز إبداعاتهم.
- هذا قد يعزز الثقة بالنفس والهوية الشخصية.
-
الوصول إلى المعلومات والمصادر:
- وسائل التواصل الاجتماعي توفر إمكانية الوصول السريع إلى المعلومات والمصادر المفيدة.
- يمكن أن تساعد في البحث والتعلم والتطوير الشخصي.
كيف يقوم الأهل بحماية ابنهم المراهق من أضرار وسائل التواصل الاجتماعي؟
يوجد عدة خطوات يمكن اتخاذها من قبل الوالدين لحماية أولادهم من الآثار السلبية و أضرار وسائل التواصل الاجتماعي، وتكون هذه الخطوات على الشكل التالي:
- وضع حدود واضحة ومعقولة عن طريق تحدث أحد الوالدين إلى ابنهم المراهق حول كيفية تجنب إدخال وسائل التواصل الاجتماعي في حياته كأنشطته التي يقوم بها أو عند نومه أو خلال تناول وجباته وحتى خلال قيامه بواجباته المدرسية.
- مراقبة الأهل لحسابات ابنهم المراهق، حيث يجب على الأهل إخبار أولادهم بأنهم سيتحققون من حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ مستمر ومنتظم، ويجب بالفعل أن يقوموا بذلك مرة واحدة أو عدة مرات في الأسبوع مع الاستمرارية بذلك.
- تحذير الأهل لابنهم المراهق، عن طريق شرحهم له الأمور غير المناسب فعلها عبر الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي، مثل التنمر أو النميمة أو نشر الإشاعات أو الإضرار بسمعة أحد الأشخاص، وكذلك أيضا توعيتهم من بعض المتحرشين الالكترونيين الموجودين على هذه مواقع التواصل الاجتماعي والتحدث معهم حول ما هو التصرف المناسب والآمن.
- تشجيع الأهل لأبنائهم بالاتصال المباشر مع أصدقائهم، أي رؤيتهم لبعضهم البعض وجلوسهم وجها لوجه دون الحاجة لوسيلة إلكترونية، وهذا مهم جدا بالنسبة للمراهقين المعرضين للانطوائية أو القلق الاجتماعي.
- في حال ظهرت علامات إدمان للإنترنت وعلامات الاكتئاب أو القلق على المراهق، فالتصرف الأفضل والجيد هو تقييد استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي.