في إطار الاحتفالات بالذكرى العشرين لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات، نظمت جمعية الأمل لأطفال التوحد بمدينة تيفلت، صباح اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025، ندوة علمية حول اضطراب طيف التوحد تحت شعار:” يدا بيد نحو مجتمع واع عن التوحد”.
الندوة العلمية، التي احتضن أطوارها وأشغالها، المركز السوسيو-تعليمي لأطفال اضطراب التوحد الحديث التأسيس بمدينة تيفلت، عرفت حضور السيد الكاتب العام لعمالة الخميسات، ورئيس جماعة تيفلت، والسلطة المحلية، وممثلي المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، وممثلي ومجموعة من الفعاليات الجمعوية والسياسية وغيرها. وتم خلالها تسليط الضوء على آخر مستجدات التشخيص والتكفل بالأطفال في وضعية توحد، مع عرض تجارب ميدانية لجمعيات ومؤسسات لها ارتباط بهذا المجال.
رئيس الجمعية، المنظمة لهذا النشاط الأول من نوعه، السيد عبد العالي بوطاهري، شكر الحضور ونوه بمجهودات السلطات الإقليمية والمحلية، وكل من ساهم من بعيد أوقريب، في إنجاح هذه الندوة، التي جاءت في إطار تخليد الذكرى 20 لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده خلال سنة 2005. وأضاف الرئيس بوطاهري أن «الجمعية عازمة على مواصلة العمل الجاد والهادف، بغرض نشر الوعي المجتمعي باضطراب التوحد والعمل كذلك على تسهيل الإدماج المدرسي والاجتماعي لأطفال التوحد وخدمة الأشخاص في وضعية إعاقة بكل الإمكانيات المتوفرة ومع جميع الشركاء بمختلف اختصاصاتهم خدمة لقضايا الطفولة».

وقد مثّل المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، في هذه الندوة، كل من الأستاذة زهيرة ساجد، اخصائية نفسية اكلينيكية بالمركز، والتي قدمت عرضا حول “اضطراب طيف التوحد: المقاربات الدامجة وأهمية التدخل المبكر”. والأستاذ محمد شاكري، مسؤول الشركات والعلاقة مع المجتمع المدني بالمركز – خبير في الاضطرابات النمائية العصبية، والذي قدم كلمة تأطيرية قال فيها: «سعيد جدا بأن أتناول الكلمة اليوم، ونحن نضع على طاولة النقاش موضوعا مهما مرتبطا بمقاربات التدخل من أجل تأهيل ودمج المصابين باضطرابات طيف التوحد، في إطار تنويع الأساليب والمنهجيات بما يتلائم والجانب العلمي المرتكز على ما هو موصى به دوليا، مما يضمن النجاعة ويتيح بنسب عالية فرص نجاح عملنا مع هذه الفئه من المواطنات والمواطنين».
وأضاف شاكري «تماشيا مع المعطيات السابقة الذكر فقد عمد المركز الوطني محمد السادس للمعاقين، كمؤسسة نموذجية في التدخل الشامل والمندمج، إلى تبني استراتيجية محورية للتكفل، مستندة على توجيهات مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومعتمدة على آخر المناهج التي توصي بها كبريات المنظمات والجمعيات والجامعات المشهود لها بالكفاءة والمهنية المرتكزة على البحوث العلمية. وفي هذا الصدد أطلق المركز الوطني محمد السادس للمعاقين برنامجا طموحا سنة 2019، هدفه الرئيسي هو تطوير نموذج وطني للتكفل بالأطفال ذوي اضطرابات طيف التوحد عبر تنمية قدرات الفاعلين والأطراف المعنية وتعبئة الموارد بشكل يسمح إلى تحقيق الأهداف المتوخاة وهكذا تمت إعادة هيكلة وحدة التوحد بالمركز وفق المحاور الاستراتيجية التالية: -تكوين واختيار موارد بشرية مكونة ومؤهلة ومؤمنة برسالتها./-إعداد وتأهيل فضاءات التدخل وتعزيز البنى التحتية والتجهيزات بشكل يتوافق علميا بالمقاربات المعتمدة./-جعل التدخل المبكر أولوية في مسار التكفل./-الدمج المدرسي مؤشر من مؤشرات النجاح، وهدف محوري كبير./-العمل مع الأسر من خلال برنامج للمصاحبة والمواظبة وتقوية القدرات./-الرفع من قدرات الشركاء الجمعويين والعمل بمعيتهم من أجل إذكاء الوعي حول هذا الاضطراب./-تعزيز البحث العلمي من خلال جعل الوحدة موقعا مرجعيا للتداريب الميدانية وفي كل التخصصات لصالح الطلبة والباحثين، وكذا المساهمة في التأطير والتكوين./-المساهمة في خلق الدبلوم الجامعي المتخصص في اضطرابات طيف التوحد، إلى جانب تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب، ومنظمات أجنبية وبشراكة مع كلية الطب بالدار البيضاء./-عقد شراكات مع مؤسسات جامعية دولية أهمها جامعة نيويورك، هدفها تقوية قدرات الموارد البشرية بالمركز، علاوة على توفر المركز على الخبرة الوطنية من خلال أطر استفادوا من برنامج رفيق».
وعلى سبيل الذكر، قال شاكري: «فقد خصص المنتدى الثاني عشر للإعاقة الذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، أيده الله، موضوعه لاضطراب طيف التوحد. وعلاقة بموضوع الندوة هاته فإن المركز الوطني محمد السادس للمعاقين اعتمد مبدأ التدخل المبكر والتكفل في المشاريع الفردية والجماعية للمستفيدين، بما يتناسب واحتياجات كل فرد وما يسمح باستغلال القدرات الخاصة لخلق فرص التفاعل والتنمية واكتشاف المهارات خاصه المهارات الفنية واللغوية والإدراكية والاجتماعية وقد حددت لهذا الجانب أهداف تتمثل في:-المساعدة على تطوير التواصل الاجتماعي/-المساعدة على تنمية التفاعل الاجتماعي المساهمة في التقليل من المشاكل الحسية والسلوكية/-المساهمة في تطوير الانتباه والتركيز والمهارات الإدراكية».
وختم شاكري كلمته بتأكيده «في تقديرنا المتواضع، نعتبر اضطرابات طيف التوحد موضوعا مجتمعيا يستلزم تضافر الجهود، والتداول الفعال من أجل تجويد منظومة التدخل بتناغم تام بين المؤسساتي والأكاديمي والمدني والأسر..».