المرضى النفسيين والعقليين : معاناة مستمرة ونداء للتدخل العاجل
تشير مصادر إعلامية إلى أن جهود تطوير قطاع الصحة في إقليم شيشاوة لم تشمل بشكل كافٍ المرضى النفسيين والعقليين، حيث لا تزال أوضاعهم تعاني من تدهور ملحوظ. وقد أثار هذا الوضع موجة من الشكاوى لدى المركز المغربي لحقوق الإنسان بشيشاوة، الذي أشار إلى المعاناة اليومية لهؤلاء المرضى وذويهم في ظل غياب حلول مستدامة.
رغم تخصيص وزارة الصحة طبيب أخصائي في الأمراض النفسية وممرضين اثنين لتقديم الخدمات بالمركز الصحي بشيشاوة، إلا أن هذه الخدمة لم تستمر لفترة طويلة. فقد أصبحت غيابات الأطباء والممرضين أمرًا روتينيًا، مما زاد من خيبة أمل المرضى وعائلاتهم، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في نقل المرضى من المناطق القروية النائية.
أكد بيان المركز أن غياب وسائل النقل العمومي، إلى جانب رفض المستشفيات المتخصصة استقبال المرضى بحجة غياب المتابعة الطبية، يدفع الأسر إلى التخلي عن مرضاهم، مما يعمق أزمتهم الصحية والاجتماعية. وأشار المركز إلى أن الحلول التي اعتمدتها مديرية وزارة الصحة بالإقليم كانت ترقيعية، حيث اقتصر الأمر على تجديد وصفات الأدوية للمرضى عبر لجان طبية دون متابعة حقيقية للحالات.
في ظل هذه الأوضاع، ولتحسين الخدمات، طالب المركز بإحداث مصلحة مندمجة للصحة النفسية في المستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة كحل مؤقت، مع العمل على إنشاء مستشفى إقليمي متخصص بالأمراض النفسية والعقلية. كما حمل البيان المسؤولية لمديرية وزارة الصحة بالإقليم، داعيًا إلى تفعيل الرقابة والمحاسبة بحق الأطباء والممرضين المتغيبين، ومساءلة المسؤولين عن سوء إدارة القطاع الصحي.
وكنداء للتدخل العاجل، وجه المركز نداءً إلى عامل الإقليم والبرلمانيين الممثلين له للتدخل العاجل من أجل رفع المعاناة عن المرضى وذويهم، وضمان حصولهم على حقهم في العلاج والرعاية. وأكد أن أي تأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة سيزيد من تفاقم الوضع ويعمق من المعاناة الإنسانية لهذه الفئة الضعيفة من الساكنة.
تتطلب أوضاع المرضى النفسيين في شيشاوة تدخلًا عاجلاً وحلولًا فعالة تضمن حقوقهم في العلاج والرعاية. إن تحسين الخدمات الصحية النفسية لن يسهم فقط في تخفيف معاناة هؤلاء المرضى، بل سيسهم أيضًا في تعزيز الوعي الاجتماعي حول أهمية الصحة النفسية في المجتمع.