إحداث شعبة علوم الإعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل: خطوة استراتيجية لتعزيز الحضور الإعلامي للمغرب في سياق استضافة كأس العالم 2030

5 يناير 2025
إحداث شعبة علوم الإعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل
العربية.ما - الرباط
إحداث شعبة علوم الإعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل: خطوة استراتيجية لتعزيز الحضور الإعلامي للمغرب في سياق استضافة كأس العالم 2030

 

تعد استضافة المغرب لكأس العالم 2030 حدثًا غير مسبوق، سيسلط الضوء على المملكة بشكل واسع على المستوى الدولي. ومن هنا، تبرز أهمية الإعلام كأداة أساسية في تقديم صورة مشرفة عن المغرب، والتعريف بقدراته التنظيمية، فضلًا عن دوره في الدفاع عن قضاياه الوطنية. وفي هذا السياق، أطلق الدكتور محمد هموش، أستاذ التعليم العالي بكلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، مشروع إحداث شعبة “علوم الإعلام والاتصال”، وهي مبادرة تهدف إلى تكوين كفاءات إعلامية قادرة على مواجهة التحديات المرتبطة بهذا الحدث التاريخي. وقد تم تبني المشروع بالإجماع من طرف مجلس الكلية في 27 دجنبر 2024، وتم إحالة المشروع إلى مجلس جامعة ابن طفيل للمصادقة النهائية.

يعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تطوير التعليم الجامعي في مجال الإعلام، مع التكيف مع التحولات المتسارعة في الساحة الإعلامية على الصعيدين المحلي والدولي. ويهدف إلى تأهيل جيل من الإعلاميين القادرين على تغطية الأحداث الكبرى مثل كأس العالم، في سياق يعكس الاحترافية العالية للمغرب في تنظيم مثل هذه التظاهرات الدولية. علاوة على ذلك، ستسهم الشعبة في تعزيز الهوية الوطنية للمملكة، من خلال تكوين إعلاميين قادرين على إبراز الجوانب الثقافية والرياضية للمغرب، والترافع عن قضاياه الوطنية، لاسيما قضية الصحراء المغربية.

 

كما يتمحور المشروع حول تكوين إعلاميين متخصصين في مجالات متنوعة تشمل الإعلام الرياضي، الرقمي، والدبلوماسي، والعلاقات العامة، مما سيتيح للخريجين اكتساب مهارات متعددة تؤهلهم للتفاعل مع مختلف التوجهات الإعلامية. وهذا التوجه سيمكنهم من أداء دور فعال في مواكبة أحداث عالمية ضخمة، مثل كأس العالم 2030، مع التأكيد على إبراز قدرات المغرب التنظيمية والثقافية.

 

في سياق هذه الاستضافة، سيصبح الإعلام أداة محورية في تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية. إذ يُعتبر الإعلام وسيلة فعالة للترويج للمملكة كوجهة سياحية واستثمارية، خاصة في ضوء الاحتكاك المباشر مع جمهور عالمي خلال كأس العالم. إلى جانب ذلك، ستتيح الشعبة للخريجين الفرصة للمساهمة في الدفاع عن القضايا الوطنية، وتعزيز الدبلوماسية الإعلامية للمملكة، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

 

وإلى جانب التكوين في الإعلام التقليدي، ستركز الشعبة بشكل خاص على الإعلام الرقمي والتفاعلي، في سياق مواكبة التحولات السريعة في المشهد الإعلامي العالمي. وسيسمح هذا التوجه للخريجين باستخدام أحدث التقنيات لتقديم محتوى إعلامي مبتكر، بما يخدم أهداف المغرب الاستراتيجية على الصعيدين الوطني والدولي.

 

ما يعزز أهمية هذا المشروع هو الدعم الواسع الذي حظي به من قبل مجلس كلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة، مما يعكس رؤية واضحة لإعادة تأهيل الإعلام الوطني ورفع قدراته. وعليه، فإن إحداث شعبة “علوم الإعلام والاتصال” في جامعة ابن طفيل يشكل إضافة نوعية في مسار تطوير الإعلام في المغرب، وسيسهم في إبراز صورة المملكة بشكل إيجابي على المستوى العالمي.

 

من خلال هذا المشروع، سيتمكن المغرب من استثمار استضافة كأس العالم 2030 كفرصة لتعزيز مكانته الدولية، ولتسليط الضوء على قيمه الثقافية والحضارية. وبذلك، سيكون هذا التوجه بداية لتأسيس منظومة إعلامية قوية، تسهم في تعزيز صورة المملكة وتساهم في الدفاع عن قضاياها الوطنية على الساحة الدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.