استقالة زينب شالة تثير تساؤلات حول مستقبل جماعة تسلطانت

استقالة زينب شالة تثير تساؤلات حول مستقبل جماعة تسلطانت
متابعة .. محمد شيوي

استقالة زينب شالة من رئاسة جماعة تسلطانت

جسب مصادر إعلاميى محلية، تفيد أن زينب شالة، رئيسة جماعة تسلطانت الواقعة ضواحي مراكش، تقدمت صباح اليوم الثلاثاء 22 أبريل الجاري، بطلب استقالتها من رئاسة الجماعة، حيث وجهت مراسلتها بشكل رسمي إلى والي جهة مراكش-آسفي، الدكتور فريد شوراق.

تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من المحاولات التي قادها الوالي وعدد من المنسقين الجهويين والإقليميين لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يملك الأغلبية داخل مجلس تسلطانت، لرأب الصدع بين مكونات المجلس، إلا أن هذه المساعي لم تُسفر عن نتائج ملموسة.

ويعيش مجلس جماعة تسلطانت منذ أشهر في حالة توتر دائم واحتقان مستمر، خاصة بعدما تحولت الأغلبية المسيرة إلى معارضة شرسة احتجاجًا على ما وصفوه بـ “انفراد الرئيسة بالقرارات وتهميش دور المجلس”. كما نجم عن غياب برنامج عمل واضح للجماعة وضعف التجربة التدبيرية للرئيسة والمقربين منها.

وكان أعضاء المجلس قد وقعوا ملتمسًا لإقالة الرئيسة خلال نهاية الفترة الرئاسية الأولى، وفقًا للمادة 70 من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، بعد انقضاء ثلاث سنوات من عمر المجلس. لكن الضغوط السياسية حالت دون تفعيل هذا المسار الديمقراطي، مما عمق أزمة الثقة داخل المجلس وزاد من حدة التوترات.

على الرغم من توفر الجماعة على فائض مالي كبير، إلا أن المنطقة لم تشهد أي تقدم يُذكر في مجال البنية التحتية أو الخدمات الأساسية، مثل الطرق والإنارة العمومية، مما زاد من حجم الغضب الشعبي تجاه الأداء الجماعي خلال الفترة الانتدابية الأولى.

تفاقم الاحتقان بشكل غير مسبوق عقب رفض ميزانية سنة 2025 بالإجماع من قبل أعضاء المجلس، مما أدى إلى شلل شبه تام في عدد من الخدمات الحيوية، وخصوصًا خدمات النظافة، الأمر الذي استدعى تدخلاً مباشرًا من والي الجهة.

استقالة شالة، وإن كانت متوقعة في ظل تزايد الضغوط السياسية والمجتمعية، تفتح الباب أمام تساؤلات هامة حول مستقبل تسيير هذه الجماعة، التي تُعتبر من أغنى الجماعات الترابية في الجهة، لكنها تعاني في الوقت نفسه من اختلالات بنيوية عميقة ومزمنة.

Exit mobile version