اغتيال يحيى السنوار: مقتل زعيم حماس وأثره على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

17 أكتوبر 2024
اغتيال يحيى السنوار: مقتل زعيم حماس وأثره على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
العربية.ما - الرباط

اغتيال يحيى السنوار زعيم حماس في غزة

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، يوم الخميس، عن اغتيال يحيى السنوار زعيم حركة حماس، في قطاع غزة. وأفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي نفذ العملية في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، حيث شاركت وحدات المظليين وكتيبة 450 ووحدة كفير الخاصة في تنفيذ العملية.

كما تم تداول صور تظهر جثة السنوار على منصات التواصل الاجتماعي والصحافة الإسرائيلية. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى مقتل القياديين في حماس، محمود حمدان وهاني حميدان، إلى جانب السنوار.

وفي السياق نفسه، أكد الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، والفريق الأمني يقومون بتقييم الوضع، في حين أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن السنوار كان يرتدي سترة مزودة بقنابل يدوية. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الوزراء تلقوا تحديثات تفصيلية حول مقتل السنوار.

من جهته، صرح وزير في الحكومة الإسرائيلية للقناة 12 قائلاً: “يبدو أن اغتيال يحيى السنوار زعيم حماس، قد تمت تصفيته. هذا يوم إغلاق الحساب، ورسالة إلى جميع الإرهابيين: سنلاحقكم حتى آخر يوم لكم في أي مكان في العالم”.

من هو يحيى السنوار؟

في أغسطس الماضي، أعلنت حركة حماس عن اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله في هجوم بالعاصمة الإيرانية طهران. وأكد خبراء أن تغيير القيادة لن يؤثر على نهج حماس في حربها ضد إسرائيل، إذ يتمتع قادة العمليات باستقلالية كبيرة خلال الصراعات.

وكان السنوار، الذي تولى قيادة المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة منذ 2017، يعتبر العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر، وكان على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، التي وصفته بـ”الرجل الميت”.

يعود تاريخ السنوار إلى صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث أطلقت إسرائيل سراحه بعد أن قضى 23 عاماً في السجون. خلال تلك الفترة، استغل السنوار وقته في تعلم اللغة العبرية وقراءة الكتب عن شخصيات إسرائيلية بارزة مثل مناحم بيغن وإسحق رابين، بحسب صحيفة “فايننشنال تايمز”.

وتشير التقارير إلى أن المخابرات الإسرائيلية أخطأت في تقدير نوايا السنوار، حيث ظنت أنه لن يعود للقتال وأن حماس تسعى فقط لتحسين الأوضاع الاقتصادية في غزة. ومع ذلك، استمر السنوار في تحضير الحركة للصراع.

وكانت إسرائيل قد تجاهلت إشارات عدة حول نوايا السنوار، بما في ذلك تصريحاته عن اختراق الجدار الحدودي مع غزة. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن هجمات السابع من أكتوبر استغرقت عاماً على الأقل من التخطيط.

مسيرته ونشأته

وُلد يحيى السنوار في أوائل الستينيات في مخيم للاجئين في غزة، وبرز كناشط طلابي وكان مقرباً من مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، الذي اغتالته إسرائيل في 2004. ساهم السنوار في تشكيل الجناح العسكري للحركة وساعد في إنشاء وحدة للأمن الداخلي، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

ألقي القبض عليه في 1988 وأدين بقتل جنود إسرائيليين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات. وخلال فترة سجنه، أنقذ أطباء إسرائيليون حياته بعد إصابته بمرض دماغي.

بعد إطلاق سراحه

بعد إطلاق سراحه في صفقة شاليط، صعد السنوار سريعاً في صفوف حماس، حيث اختاره أعضاء الحركة لقيادة غزة في 2017. واكتسب سمعة كمتشدد واقعي، يجمع بين استخدام العنف والمفاوضات لتحقيق أهدافه.

كان السنوار أباً لأطفال وُلدوا بعد خروجه من السجن، وكان يحضرهم معه في اجتماعاته رفيعة المستوى، معتبراً أنهم جزء مهم من حياته التي تأخرت بسبب سجنه الطويل.

وفي مقابلة نادرة عام 2018، صرح السنوار بأن الحرب ليست في مصلحة حماس أو إسرائيل، لكنه استمر في التحضير للصراعات حتى لحظة اغتياله.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.