الإنحدار الأخلاقي والتربوي للشباب بحي أزلي في مراكش: تحديات المجتمع وحاجة الأسرة للإصلاح

18 يوليو 2024
الإنحدار الأخلاقي والتربوي للشباب بحي أزلي في مراكش: تحديات المجتمع وحاجة الأسرة للإصلاح
العربية.ما / محمد شيوي
الإنحدار الأخلاقي والتربوي للشباب “تحديات المجتمع وحاجة الأسرة للإصلاح”

يشهد المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة وخصوصا شباب حي أزلي في مراكش ظاهرة مقلقة تتمثل في تراجع القيم وخصوصا الإنحدار الأخلاقي والتربوي لدى فئة الشباب واليافعين. هذا الانفلات التربوي أصبح عبئا ثقيلا على المجتمع، وتجلت خطورته في حوادث عديدة أبرزها ما حدث في اليوم الثالث من عاشوراء من إقدام بعض الشباب على ارتكاب أعمال استهتار وتخريب. فبعد معاناة ودوام لدورية السلطة المحلية بأزلي، والتي حاربت احداث الشغب خلال الاحتفالات بعاشوراء، حيث منعت كل اشكال المفرقعات ووسائل القيام بشعالة، ولكن مع الأسف الشديد استغلوا الظرفية الزمنية لغياب السلطة المحلية، على أساس انتهاء مراسيم الاحتفال بعاشوراء، واشعلوا الشعالة وقذفوا بقنينة غاز صغيرة سمع ذويها على بعد مترات من مساكن الحي،  إن هذه الظاهرة تستدعي التوقف والتأمل في أسبابها والبحث عن سبل علاجها. والضرب بيد من حديد على مفتعلي هذا الجرم .

أسباب الانحراف الأخلاقي والتربوي:

هناك عدة أسباب كامنة وراء هذا الإنحدار الأخلاقي والتربوي للشباب المغربي، لعل أبرزها:

  1. ضعف دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية والتربية على القيم: فكثير من الأسر المغربية أهملت دورها التربوي وتركت أبناءها عرضة للتأثيرات السلبية خارج المنزل.
  2. انتشار ظاهرة التفكك الأسري وغياب النموذج الأسري المتماسك: حيث أدى ذلك إلى فقدان الشباب للقدوة والتوجيه السليم داخل الأسرة.
  3. تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة: فكثير من المحتوى الذي يتعرض له الشباب يشجع على السلوكيات الانحرافية والاستهتار بالقيم.
  4. غياب دور المؤسسات التربوية والتعليمية في غرس القيم: فالمدرسة والجامعة لم تعد تلعب الدور المنوط بها في هذا الجانب.
الحلول والمقترحات:

للحد من هذه الظاهرة المقلقة، هناك عدة مقترحات يمكن تطبيقها:

  1. تفعيل دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية والتربية على القيم من خلال برامج توعية وتثقيف أسري.
  2. تعزيز دور المؤسسات التربوية والتعليمية في غرس القيم والأخلاق لدى الشباب.
  3. تكثيف الجهود الإعلامية لنشر القيم الإيجابية وتوعية الشباب بخطورة السلوكيات المنحرفة.
  4. تفعيل دور المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في تنمية الوعي والمسؤولية الاجتماعية لدى الشباب.
  5. تشديد الرقابة والعقوبات على الممارسات الخاطئة والسلوكيات المنحرفة للشباب.

إن إصلاح الإنحدار الأخلاقي والتربوي للشباب المغربي الواقع المر، يتطلب تضافر جهود كل أطراف المجتمع  بدءًا من الأسرة وصولًا إلى المؤسسات التربوية والإعلامية والحكومية وخصوصا الجمعيات السكنة الغائية عن الأنظار. فقط من خلال هذا التكامل والتنسيق يمكننا مواجهة هذه الظاهرة والنهوض بالشباب إلى مستوى القيم والأخلاق التي ينشدها المجتمع المغربي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.