البرلمانات الإفريقية تتوحد في الرباط لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي لمواجهة التحديات القارية

20 فبراير 2025
البرلمانات الإفريقية
العربية.ما - الرباط

احتضنت العاصمة المغربية الرباط، خلال يومي 20 و21 فبراير 2025، الاجتماع الثاني للجن الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمانات الإفريقية. هذا الاجتماع الذي جمع ممثلين عن البرلمانات الوطنية الإفريقية، جاء في سياق دولي يتسم باللايقين، وناقش قضايا حيوية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل القارة الإفريقية. في بداية الاجتماع، ناقش الحضور الأوضاع الإفريقية الراهنة في سياق عالمي يعاني من عدم الاستقرار، مع التركيز على التحديات الكبرى التي تواجهها القارة. “لقد تم تناول قضايا الإرهاب والنزاعات المسلحة، والاختلالات المناخية وتأثيراتها على التنمية، والهجرات والنزوح واللجوء”، وهي مواضيع تستدعي التنسيق والعمل الجماعي لمواجهتها، وفقًا لما صرح به المشاركون.

 

وفي هذا السياق، تم تحديد محورين أساسيين: “الوقاية من النزاعات في إفريقيا” و”التكامل الاقتصادي، سبيل إلى التنمية من أجل السلم في القارة”. أكد المشاركون على الأدوار الحاسمة التي يمكن أن تلعبها البرلمانات الوطنية في معالجة هذه التحديات. “إن البرلمانات الوطنية تعد عنصراً أساسياً في رفع هذه التحديات والمساهمة في تيسير ربح رهانات بلداننا وتطلعات شعوبنا إلى السلم والأمن والتنمية والتقدم”.

 

وبناءً على ذلك، تم التأكيد على ضرورة تعزيز العلاقات بين اللجن المختصة في البرلمانات الوطنية الإفريقية، وتنسيق مواقفها في المحافل الإقليمية والدولية. وأعلن المشاركون عزمهم على توحيد جهودهم في المنتديات البرلمانية متعددة الأطراف، بما في ذلك القارية والدولية، للترافع من أجل القضايا الإفريقية، خصوصًا العدالة المناخية ومكافحة الهجرة غير القانونية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والنزاعات المسلحة. كما تم التأكيد على ضرورة العمل من أجل “التسوية السلمية للنزاعات والوقاية منها”، مع الإشارة إلى أهمية وعي القارة الإفريقية بمخاطر التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

 

تم التطرق إلى أهمية التكامل الاقتصادي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي. “نؤكد تصميمنا على الإسهام في جعل هذه الإمكانيات والخبرات التي تتوفر عليها بلداننا، رافعات للتكامل الاقتصادي الإفريقي وضمان أمننا الغذائي، ولقيام إفريقيا مزدهرة ومتقدمة”. وقد تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية للقارة، خاصة الشابة، لإيجاد حلول مستدامة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.

 

وفيما يتعلق بالتعاون البرلماني، فقد تم التأكيد على تعزيز تبادل الخبرات بين البرلمانات الإفريقية، مما يعزز البناء المؤسساتي والديمقراطي، ويقوي قدرة المؤسسات البرلمانية على الاستجابة لمتطلبات التنمية القُطرية والقارية. كما تم الإعلان عن تأسيس “منتدى رؤساء ورئيسات لجن الخارجية في البرلمانات الوطنية الإفريقية”، وهو إطار مفتوح لجميع البرلمانات الإفريقية في الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

 

وفي الختام، تم توجيه الشكر للمملكة المغربية على استضافتها لهذا الاجتماع الهام الذي يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإفريقي المشترك. “نشكركم على استضافة هذا الاجتماع الذي يندرج في إطار المبادرات الإفريقية الأصيلة، والهادفة إلى الرفع من وثيرة العمل الإفريقي المشترك”. إن هذا الاجتماع يعكس العزم المستمر للدول الإفريقية على تجاوز التحديات الراهنة وتعزيز التكامل والتعاون بين مؤسساتها لتحقيق التنمية المستدامة والسلام المستمر.

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.