شهدت مدينة الدار البيضاء، أمس، يوما ناريخيا مع إشراف جلالة الملك محمد السادس على تدشين مجموعة من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، في خطوة تؤكد استمرار الرؤية الملكية الرامية إلى بناء مغرب صاعد يوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
بعد اقتصادي استراتيجي:
تشكل هذه المشاريع رافعة أساسية لتطوير البنيات التحتية الصناعية واللوجستية بالدار البيضاء، مما يمنحها قدرة أكبر على استقطاب الاستثمارات وفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد الوطني. فالمدينة، التي تجمع بين الثقل الصناعي والمالي، تتميز بموقعها الاستراتيجي على المحيط الأطلسي، ما يجعلها منصة لتصدير المنتجات المغربية نحو إفريقيا وأوروبا، ويعزز دورها كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي للمملكة.
وإذا كانت مدن أخرى قد شهدت تدشينات استراتيجية عززت موقعها الإقليمي، فإن الدار البيضاء تحتفظ بخصوصيتها باعتبارها القلب النابض للاقتصاد الوطني وقاطرة رئيسية للتنمية المتكاملة.
بعد اجتماعي وإنساني:
لا تقتصر التدشينات على الجانب الاقتصادي، بل تحمل بعدا اجتماعيا ملموسا، إذ تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين عبر توفير خدمات أساسية متطورة، وخلق فرص شغل جديدة للشباب، وتقليص الفوارق الاجتماعية. وهو ما يعكس التوجهات الكبرى للنموذج التنموي الجديد الذي يضع الإنسان في صميم عملية التنمية، ويضمن تكافؤ الفرص بين مختلف الفئات والمناطق.
الدار البيضاء قطب دولي:
تؤكد هذه الدينامية أن الدار البيضاء ليست مجرد مدينة اقتصادية، بل قطب دولي صاعد يعكس صورة المغرب كدولة حديثة، قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. المشاريع المهيكلة التي دُشنت أمس تشكل لبنات عملية في بناء مركز عالمي متكامل، يربط المغرب بالقارة الإفريقية والعالم، ويعزز مكانته كفاعل اقتصادي وإقليمي موثوق.
استمرارية الرؤية الملكية:
إن التدشينات الملكية تمثل حلقة جديدة في مسلسل استراتيجي طويل بدأ منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، يركز على تحديث البنيات الاقتصادية وتعزيز العدالة الاجتماعية. ومن خلال هذه المشاريع، تؤكد الدار البيضاء اليوم مكانتها ليس فقط كعاصمة اقتصادية، بل كواجهة عالمية تعكس طموح المغرب في ترسيخ موقعه كقوة إقليمية صاعدة، وفاعل دولي واثق في قدراته ومستقبله.