في كل عام، يحرص الكثيرون على التفاخر بشراء أضاحي عيد الأضحى المبارك بأبهى الحلل وأغلى الأسعار، متناسين أن هذا التصرف قد يكون مؤلمًا ومحبطًا للفئات الأكثر فقرًا والمحتاجة في المجتمع.
الاحتفال بعيد الأضحى هو فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. ولكن بدلاً من ذلك، نجد البعض يتنافسون على شراء أضاحي بأبهى الحلل وأغلى الأسعار، معتبرين ذلك وسيلة للتباهي والتفاخر أمام الآخرين.
“لا أعرف ما الذي يدفع البعض لهذا التصرف”، تقول مواطنة مراكشية، إحدى ربات البيوت من ذوي الدخل المحدود. “عندما أرى البعض يشتري أضاحي بآلاف الدرهم، أشعر بالحزن والإحباط لأنني لا أستطيع توفير حتى جزء بسيط من ذلك لأسرتي”.
وينظر كثير من الخبراء والمختصين في الشأن الاجتماعي إلى هذه الظاهرة بقلق، مؤكدين أنها تعكس انعدام التكافل الاجتماعي وغياب روح التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع. “هناك من يرى في شراء الأضاحي الفخمة فرصة للتباهي والتفاخر، وهذا ما ينبغي محاربته”، كما يقول أحد أساتذة علم الاجتماع.
ويشدد الخبراء على ضرورة تعزيز ثقافة التكافل والتضامن والتآزر الاجتماعي، وتوجيه الناس إلى التركيز على المعنى الروحي والأخلاقي للعيد بدلاً من الجانب المادي والاستهلاكي. كما يؤكدون على أهمية دور المؤسسات الدينية والخيرية في توعية الناس بأهمية مراعاة مشاعر الفقراء والمحتاجين خلال هذه المناسبة.
في الختام، ندعو الجميع إلى إعادة النظر في أسلوب الاحتفال بعيد الأضحى، والتركيز على القيم الروحية والأخلاقية للعيد بدلاً من التفاخر والتباهي بالمظاهر المادية. فالعيد هو فرصة للتقرب إلى الله وتعزيز التكافل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع.