الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان: دعوة لتجديد الثقة والمسؤولية وتوسبع آفاق التنمية القروية

الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان: دعوة لتجديد الثقة والمسؤولية وتوسبع آفاق التنمية القروية
العربية.ما - رشيدة افقيرن

ألقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، خطابًا ساميًا بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان، وهو خطاب حمل العديد من الرسائل القوية، التي تؤكد على استمرار الرؤية الملكية في ترسيخ قيم المسؤولية، وتوطيد مسار التنمية الشاملة، وتجديد الثقة في المؤسسات الدستورية باعتبارها ركيزة أساسية في البناء الديمقراطي للمملكة.

جاء الخطاب الملكي ضمن ترقب كبير وفي ظرفية وطنية تتسم بتحديات اقتصادية واجتماعية كبرى، لاسيما سياق دولي متقلب يفرض تعبئة شاملة للطاقات الوطنية. ومن هذا المنطلق، شدد جلالة الملك على ضرورة العمل الجماعي المنسجم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وذلك بغية تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطن في نفس الوقت، وذلك بعيدًا كل البعد عن الحسابات السياسية الضيقة، في أفق ترسيخ نجاعة مؤسساتية تواكب تطلعات التنمية والنهوض الاجتماعي.

وفي سياق توجيه الجهود نحو العدالة المجالية، دعا جلالة الملك إلى توسيع نطاق برنامج المراكز القروية الناشئة، باعتباره آلية مبتكرة لتدبير التوسع الحضري والتخفيف من آثاره السلبية، إلى جانب تقريب الخدمات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية من سكان العالم القروي. هذا التوجه يعكس حرص المؤسسة الملكية على جعل التنمية القروية محورًا استراتيجيًا لامحيد عنه لتحقيق التوازن المجالي، وتعزيز الانسجام بين الحواضر والقرى، بما يضمن استقرار الساكنة وتحسين ظروف عيشها.

كما حمل الخطاب الملكي بُعدًا قيميًا وأخلاقيًا رفيعًا، من خلال دعوة ممثلي الأمة إلى التحلي بالنزاهة ونكران الذات، والإخلاص في خدمة الصالح العام. فالمسؤولية، كما أكد جلالته، ليست تشريفًا بل تكليفًا يتطلب الصدق في القول والعمل، ووعيًا بقداسة الأمانة الملقاة على العاتق. كما ختم جلالة الملك خطابه السامي بالآية الكريمة: “فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”، في إحالة رمزية على أن خدمة الوطن تتجاوز الحسابات الضيقة لتصبح واجبًا روحيا وأخلاقيًا ساميا.

وبالنظر لاستقراء كل الأفكار التي حملها الخطاب الملكي الذي جاء وسط ترقب كبير،أنه أعاد التأكيد على أن المرحلة المقبلة هي مرحلة تعبئة وطنية شاملة، تتطلب من كل الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين الانخراط بروح المواطنة الصادقة والمسؤولية الجماعية. باعتبار أن المغرب، كما أراده جلالة الملك، هو ورش مستمر في الإصلاح والبناء، تتقاطع فيه قيم الحداثة والإنصاف الاجتماعي، وتتجلى فيه إرادة ملك وشعب لبناء مغرب مزدهر، متوازن، ومتماسك في ظل وحدة هويته وتنوع روافده.

Exit mobile version