استقبل ماستر مهن الإعلام والصناعة الثقافية، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة زوال يوم السبت 18 يناير 2025، الكاتب الصحفي الدكتور جمال المحافظ؛ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، وذلك في جلسة ماستر كلاس، مؤطَرة بعنوان “الإعلام في زمن اللايقين”، أشرف على تسييرها ذ.يوسف الغزيزال، أستاذ مادة أخلاقيات الإعلام وتشريعاته.
وكان هذا اللقاء مناسبة قدّم خلالها الضيف نبذة عن تكوينه الأكاديمي والمهني كرجل قانون وصحافي وباحث، وجال في تجاربه المتنوعة الإعلامية والنقابية والجمعوية والحقوقية. عارجا على إصداراته المتنوعة، التي وصلت 7 كتب والمترجِمة لمساره وما اقتنع بتقاسمه مع الجمهور المعني.
كما سلط الضيف الضوء على العديد من القضايا المرتبطة بالصحافة والإعلام خاصة في عهد التحولات التكنولوجية وما أفرزته من ثورة رقمية.. وهو ما قاربه في كتابه الأخير”الإعلام في زمن اللايقين”، والذي تناول بين دفافه انعكاسات هذه المتغيرات/التحولات على مجتمع المعرفة والإعلام، وكذلك إشارته إلى الذكاء الاصطناعي والأدوار الجديدة لوسائل الإعلام والاتصال في القرن الواحد والعشرين، منها الصناعات الثقافية وإشكاليات أخلاقيات المهنة، ارتباطا بحرية التعبير وصورة الصحافة والصحافي..
وعن “اللايقين” قدّم د.جمال المحافظ تعريفات واستشهد بأقوال وتجارب؛ منها قولة الألماني فرنسوا: “الإنسان ليس قادرا على معرفة كل شيء”، وموقف علماء الكيمياء سنة 1977: “اليقين الوحيد: نعيش في اللايقين”، وغرامشي الذي قال: “يموت القديم والجديد لم يولد بعد”. إضافة إلى ما أحدثته أزمة كورونا من تحولات عالمية، إن على مستوى”صعود كبير للشعبوية في دول كإيطاليا وبلغاريا وغيرهما، وما رافق ذلك من سيادة التفاهة.. مع ما عرفه نظام المعلومة من انتقال من نظام النُدرة إلى نظام الوفرة، وما تلعبه الشركات المالكة للتكنولوجيا في التوجيه إلى استهلاك الإعلام، وتأثير ذلك على المواطنين الرقميين (لا يهمهم الماضي ولا الحاضر بل فقط المستقبل)”. كما أوضح د.جمال رؤيته التي تركز على”إثارة الإنتباه” إلى ما ذكر. متسائلا: “هل تتحمل وسائل الإعلام المسؤولية في تدني مستوى هبوط الثقافة وارتفاع نسبة التفاهة؟”. داعيا إلى ضرورة”إعادة الثقافة للإعلام”، مذكرا في هذا الصدد بالرعيل الأول للصحفيين المغاربة الذين كانوا مثقفين. ومؤكدا على أهمية التربية أوالتنشئة، التي يمكن أن تساهم فيها وسائل الإعلام للنهوض بالثقافة، خاصة التلفزيون، و”لما لا يكون لنا منتخبا ثقافيا على غرار الرياضات..”
وفيما يخص مؤلّف ”الإعلام في زمن اللايقين” فهو يتضمن ستة فصول: “الإعلام والثورة الرقمية”، و”الإعلام والسياسة”، و”الإعلام والمؤسسات”، و”الإعلام والثقافة”، و”الصحافة والذاكرة”، و”الاعلام والجوار”. وهي نصوص متنوعة يحاول الكاتب، من خلالها، “إثارة انتباه مختلف الفاعلين إلى تحديات ورهانات الإعلام والاتصال”، ويترك “الحرية للقارئ في اختيار المواضيع التي تتماشى مع ميولاته وانشغالاته”.
وتفاعلا مع تدخل د.المحافظ، فتح الأستاذ الغزيزال باب المداخلات والأسئلة، التي عبر من خلالها الطلبة والطالبات عما يخالجهم/ن من أفكار حول الموضوع، وما يمكن الإستفادة منه على مستوى البحث العلمي والمعرفي المرتبط. كما تقدموا وتقدمن بالشكر الجزيل للضيف.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء قد نُظمه الماستر المتخصص في مهن الإعلام والصناعة الثقافية، والذي يشرف عليه الدكتور مصطفى النعيمي، وينسق وحداته الأستاذ مولاي الحبيب صبري العلوي، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
*نبذة عن الدكتور جمال المحافظ:
•كاتب وصحفي
•دكتوراه في الحقوق من جامعة محمد الخامس بالرباط.
•باحث في القانون العام والعلاقات الدولية والإعلام والاتصال
•رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال.
•مدير الإعلام ورئيس تحرير مركزي سابق بوكالة المغرب العربي للأنباء.
•أستاذ زائر بجامعات ومعاهد مغربية.
•عضو المكتب التنفيذي لنادي الصحافة بالمغرب
•عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية سابقا.
•عضو لجنة الإشراف على إعداد الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الانسان.
•عضو كرسي العربي المساري لأخلاقيات الصحافة والاتصال بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط.
•فاعل مدني.
•من مؤلفاته: “الإعلام في زمن اللايقين”، “الصحفيون المغاربة .. المسار والتحول”، “حفريات صحافية.. من المجلة الحائطية إلى فيس بوك”، “العقل السياسي والعقل الصحفي”، “محمد الحيحي ذاكرة حياة مؤسس المجتمع المدني والحركة التطوعية بالمغرب”
•كما يوجد له قيد الطبع: “الصحافة ضمير الأمة”، “الإعلام بين زمنين”
•شارك في عدد من اللقاءات العربية والدولية.
•ينشر مقالات بمنابر داخل وخارج المغرب من بينها جريدة الشرق الأوسط.
