تحل اليوم الذكرى 19 لتأسيس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي مشروع تنموي انطلق رسمياً بعد الخطاب الملكي في 18 ماي 2005.
الهدف من هذا المشروع هو محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة والهشة.. وذلك بمشاركة المواطن المغربي كأساس الرهان التنموي، بالاعتماد على مقاربتي الاندماج والمشاركة وهما آليتين رئيسيتين لإنجاح هذا البرنامج.
مقاربة الاندماج تعمل على وضع إستراتيجية تدمج جميع القطاعات المعنية من أجل تحقيق تنمية مستدامة، باعتبارها مشروعا تنمويا يحمل في طياته بعدا من أبعاد التغيير والابتكار ركيزتها الأساسية المواطن المغربي مما يجعل منه أحد أولويات السياسة العمومية للدولة المغربية وأحد أقطاب المقاربة التشاركية.
منذ انطلاقها مرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى والتي امتدت بين: (2005-2010) عرفت مجموعة من البرامج خصت بالدرجة الأولى مجموعة من الفئات الاجتماعية ركزت على محاربة الفقر في الوسط القروي، والإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، ومحاربة الهشاشة، استفادت منه بعض الجماعات القروية والحضرية.
المرحلة الثانية امتدت بين: (2011-2015) و هي امتداد للمرحلة الأولى مع توسيع رقعة المناطق المستفيدة بإضافة جماعات نائية وهشة للاستفادة من البرنامج وكذلك بعض المناطق الجبلية المعزولة.
أما المرحلة الثالثة التي أعطى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده انطلاقتها بتاريخ 19 شتنبر 2018 والممتدة فترتها بين: (2019-2023) ساهمت في تحصين المكتسبات السابقة بالإضافة إلى الاستثمار في الرأسمال البشري وفك العزلة عن المناطق الهشة والفقيرة داخل المجالات الترابية الأقل تجهيزا بتدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والتركيزعلى الخدمات الأساسية وتحسين الظروف الاقتصادية للفئات المعوزة خصوصا الأشخاص في وضعية هشاشة وذلك بالتكفل بهم وإعادة إدماجهم اجتماعيا.
و في انتظار تقييم المراحل السابقة وإعطاء الانطلاقة للمرحلة الرابعة التي نأمل تخصيص شطر كبير منها لقطاع حيوي مهم يعاني في غالبيته مجموعة من الاكراهات إنه قطاع الرعاية الاجتماعية ومؤسسات الأيتام (الخيريات) رغم الدعم المخصص له يبقى ضعيفا جدا لا يكاد يغطي جزء بسيط من التكلفة الاجمالية لتجد غالبية المؤسسات الاعتماد على المقاربة الإنسانية.