لا حديث هذه الأيام سوى عن الانزعاج الكبير لساكنة مدينة الرماني من النفايات والأزبال التي قد تصبح في المستقبل واقعاً مقبولاً لا يستنفر المسؤول عن الشأن المحلي الذي كان إلى وقت قريب يوزع الوعود بسخاء على الناس لاستمالتهم وكسب أصواتهم الإنتخابية.
جولة صغيرة في بعض أحياء هذه المدينة المنسية تجعلك تعتقد أنک داخل مطرح كبير للنفايات لشدة ما ترى من أكوام مكومة من الأوساخ والأريال التي لم تعد تطيقها النفوس . کميات كبيرة متراكمة بمحاذاة بيوت الساكنة المحلية، بكل ما ينتج عن ذلك من انبعاث لروائح كريهة تزكم الأنوف وتشمئز منها الأنفس فلا تجذب تنمية وإنما الحشرات والبعوض مع ما تحمله من ميكروبات وسموم من شأنها نقل أمراض أو التسبب في حساسية بالنسبة للأطفال الصغار.
مواطنون متضررون عبروا عن تذمرهم الشديد غير ما مرة من الوضع الحالي للمدينة بما في ذلك تحولها إلى مطرح للنفايات في ظل الفشل الذريع لمسؤول الجماعة في تدبير هذا الملف الحساس.
يبدو أن بعض (إن لم يكن كل) المسؤولين عن الشأن المحلي بعيدون عن هموم و مشاكل الساكنة نظراً لانشغال البعض بالاستحقاقات القادمة والتحضير لها، بدل التفكير في المدينة والنهوض بمستوى التنمية بها لكنها سطوة السلطة وشهوة الرياسة، ستردي صاحبها ولو بعد حين.
وليس من باب الإطراء القول بأن السلطة المحلية متقدمة كثيرا على مجلس جماعة الرماني وأخذها زمام المبادرة بل وتهييئها لظروف اشتغاله لإنهاء معضلة النظافة التي باتت تؤرق ليس الساكنة المحلية وحسب وإنما أيضا الجالية المغربية ذات الأصول الزعرية المقيمة بالخارج من خلال التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع التدوينات أو المنشورات ذات الصلة بموضوع نظافة المدينة وغياب المرافق الترفيهية والثقافية.
بعد هذا الارتطام المدوي لصنم المجلس المسير مع واقع المدينة المزري وانكشاف الحقيقة، وسقوط الأقنعة، وتبخر الوعود، هل تُقدم ساكنة مدينة الرماني التي عانت الويلات لسنوات طويلة على مغامرة جديدة تعيد إنتاج واقع مكرر بنفس الوجوه المعهودة أم إنها ستكون سببا في في قلب الحياة السياسية وصنع واقع جديد يفتح آفاقا واسعة للأجيال القادمة والخروج من النفق !!