السويد تطرح عرضاً مُثيراً للجدل: العودة إلى الوطن مقابل 35 ألف دولار

21 أغسطس 2024
السويد تطرح عرضاً مُثيراً للجدل: العودة إلى الوطن مقابل 35 ألف دولار
العربية.ما - العربي. ح

شهدت السويد مؤخراً تطورات مثيرة للجدل فيما يتعلق بسياسات الهجرة والاندماج، حيث أعلنت الحكومة السويدية عن برنامج جديد يهدف إلى دفع 35 ألف دولار للمهاجرين الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية. هذا العرض، الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه مزحة، قد يمثل تحولاً درامياً في سياسة السويد تجاه المهاجرين الذين أقاموا في البلاد لفترات طويلة.

الاندماج والإخفاقات السياسية

تواجه السويد، التي اشتهرت تاريخياً بنموذجها الاجتماعي المتقدم وحيادها السياسي، تحديات متزايدة في ما يتعلق ببرامج اندماج المهاجرين. حيث اعترفت وزيرة الهجرة السويدية، منذ سنوات، بفشل بعض برامج الاندماج، مما جعل المهاجرين الذين قضوا عقوداً في البلاد يشعرون بالإحباط. هؤلاء الأفراد، الذين رأوا أحفادهم يولدون في السويد، يجدون أنفسهم الآن في مواجهة سياسة جديدة قد تجبرهم على العودة إلى أوطانهم الأصلية.

التحديات الأمنية والسياسية

التحولات السياسية الأخيرة في السويد تعكس توترات أعمق في المجتمع. فقد ارتفعت معدلات الجريمة بشكل ملحوظ، مما يثير تساؤلات حول فعالية الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمان الذي كانت السويد تُعرف به. إلا أن المشكلة تتجاوز الجانب الأمني لتشمل فشل السياسات المتعلقة بتوظيف الأيدي العاملة الفتية. فالعديد من المهاجرين، الذين كانوا يأملون في الحصول على فرص عمل، وجدوا أنفسهم عالقين في دوائر الرعاية الاجتماعية بدلاً من الانخراط في سوق العمل.

فشل سياسات الاندماج

السماح بإنشاء مناطق مغلقة للمهاجرين، مثل “تنستا” و”رنكبي” في ستوكهولم و”روزن غورد” في مالمو، ساهم في عزل هذه المجتمعات عن النسيج الاجتماعي السويدي. وأدى هذا التوجه إلى ظهور ما يمكن تسميته بـ”الجييتو” الثقافي، حيث أن العديد من المهاجرين يعيشون في مجتمعات منعزلة عن الثقافة السويدية الأساسية.

العنصرية والتوترات الاجتماعية

السلوك العنصري، الذي كان موضوعاً لكتيبات توزع على المهاجرين قبل أكثر من عشرين عاماً، يبدو أنه أصبح جزءاً من الواقع اليومي في السويد. فتعبيرات التمييز والعنصرية قد تؤدي إلى تعزيز الانقسامات بين المجتمعات وتفاقم الأزمات الاجتماعية. كما أن تصاعد تيار اليمين المتطرف في السياسة السويدية، الذي يلوم المهاجرين على الأزمات الاقتصادية، يعكس تحولاً في الأجواء السياسية ويزيد من تعقيد الوضع.

وتبعا لذلك، فمن الواضح أن السويد تواجه أزمة سياسية واجتماعية تتعلق بسياساتها تجاه المهاجرين. وأن العرض الجديد للعودة إلى الوطن مقابل 35 ألف دولار قد يكون دليلاً على الإخفاق في استيعاب المهاجرين وضمان اندماجهم في المجتمع السويدي. في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية، كما يبدو أن السويد تمر بفترة من الاضطرابات التي قد تؤثر على مستقبلها كمجتمع تعددي ومجتمع رفاهة اجتماعية.

المصادر:– “Aftonbladet”, 2024.- “Svenska Dagbladet”, 2024.– “The Local Sweden”, 2024.

المصدر العربية.ما
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.