تسببت السيول الجارفة التي ضربت إقليم طاطا، منذ أمس السبت إلى عزل 3 دواوير تابعة للنفوذ الترابية لجماعة “تمنارت”، حيث أصبحت ضمن المناطق المنكوبة جراء الفيضانات.
وأفادت مصادر مطلعة أن الأمري يتعلق بدواوير “واوكردة” و”سموكن” و”أكجكال” التابعة لجماعة تمنارت، مشيرة إلى أن هذه القرى أصبحت معزولة عن العالم الخارجي بعد انقطاع الطريق والكهرباء وشبكة الاتصالات.
في سياق متصل، كشفت المصادر ذاتها، أن الطريق المؤدية إلى هذه الدواوير مقطوعة منذ أمس على مستوى “أيت وافقا” وهو ما صعب من وصول فرق الإنقاذ والإغاثة إليها، خصوصا بعدما تم تسجيل انهيار منازل وفقدان أزيد من 20 شخصا.
ويعيش إقليم طاطا، على وقع مأساة، بعد فقدان 15 شخصا إثر انهيار 7 منازل بدوار “واوكردة”، وفقا لعمر بوهوش، رئيس جماعة “تمنارت”، الذي أكد كذلك العثور على جثث 8 أشخاص.
وأضاف رئيس جماعة “تمنارت” أن كل الطرق المؤدية الى المنطقة المنكوبة مغلقة ما تسبب في تأخر وصول مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية.
في سياق متصل، تعيش المنطقة حالة من الاستنفار القصوى، حيث تعمل السلطات المحلية على إجلاء العائلات المتضررة من منازلها التي تعرضت للدمار بسبب السيول.
تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لكارثة زلزال 8 شتنبر 2023، ها نحن أمام مأساة أخرى تضرب إقليم طاطا، مما يعيد إلى الأذهان لحظات صعبة عاشها المغاربة العام الماضي. الفيضانات الحالية تأتي لتذكّرنا مرة أخرى بقوة الطبيعة وآثارها المدمرة على المناطق القروية النائية، حيث يعاني السكان من العزلة والدمار، وسط غياب البنى التحتية القادرة على مواجهة مثل هذه الكوارث. وكما كان الحال في زلزال شتنبر، تستنفر السلطات المحلية كافة جهودها لتقديم الإغاثة، إلا أن الصعوبات الناجمة عن انقطاع الطرق والمواصلات تجعل من مهمة الإنقاذ تحديًا حقيقيا.
