في افتتاح أشغال الدورة 83 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، أكد السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب المغربي، على أهمية السيادة الوطنية كشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، معتبراً أنها تختزل في جوهرها العديد من الإشكاليات التي تقف وراء النزاعات وعدم الاستقرار والمعاناة الإنسانية التي تعيشها القارة.
وشدد السيد الطالبي العلمي على أن السيادة الوطنية لا تقتصر فقط على السيادة الترابية ووحدة أراضي الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإنما تشمل أيضاً أبعاداً استراتيجية لا تقل أهمية في السياق الدولي الراهن، مثل السيادة الغذائية، والسيادة الطاقية، والسيادة الدوائية، إلى جانب الأمن الروحي.
وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار، وهما ركيزتان لا غنى عنهما من أجل تحقيق التنمية المستدامة، يستدعي ترسيخ واحترام السيادة الوطنية، داعياً إلى احترام الالتزامات الدولية ومبادئ حسن الجوار، مع التأكيد على أن أي مساس بسيادة الدول يفتح الباب أمام النزاعات والهجرة والنزوح ويقوض فرص الاستثمار.
وفي سياق حديثه عن القضايا المقترحة ضمن جدول أعمال المؤتمر المقبل للاتحاد البرلماني الإفريقي الذي من المرتقب أن تحتضنه كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية نهاية السنة الجارية، اعتبر الطالبي العلمي أن موضوع الانتقال الطاقي يشكل رهاناً آنياً ومستقبلياً في صلب التنمية، إلى جانب أهمية موضوع الذكاء الاصطناعي الذي بات يشغل بال الحكومات والبرلمانات والمؤسسات التعليمية والاقتصادية.
وأكد أن إفريقيا بحاجة إلى مشاريع مهيكلة وعابرة للحدود تكرس التعاون والازدهار المشترك، مشيداً بالدور المحوري الذي يلعبه الاتحاد البرلماني الإفريقي كإطار حر ومستقل للنقاش بين برلمانيي القارة منذ قرابة نصف قرن.
وفي ختام كلمته، رحّب السيد الطالبي العلمي بأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد، مشيداً بمبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، التي ترمي إلى تحقيق تنمية إفريقية شاملة وعابرة للحدود. ومن أبرز هذه المبادرات: مشروع البلدان الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، الذي من المنتظر أن تستفيد منه 13 دولة إفريقية ضمن جهود تعزيز الأمن الطاقي في القارة.