دعا رئيس مجلس النواب المغربي، السيد راشيد الطالبي العلمي في كلمته خلال الدورة الثامنة عشرة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط المنعقدة بمدينة مالقا الإسبانية، إلى وقف فوري للحرب في غزة، مؤكدًا أن حل القضية الفلسطينية هو المدخل الحقيقي لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ظل سياق دولي وإقليمي متوتر، اعتبر الطالبي العلمي أن انعقاد هذه الدورة رغم الظروف الاستثنائية يُعد “رسالة واضحة على تشبث الجميع بخطاب السلام”، موجها شكره للسلطات الإسبانية ولرئاسة الجمعية البرلمانية، وعلى رأسها السيدة Francina Armengol Socias، على حسن تنظيم هذه الدورة بمدينة مالقا، التي اعتبرها “رمزًا للعيش المشترك والتواصل الحضاري”.
وأكد الطالبي العلمي أن الشعوب، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، هي المتضرر الأكبر من النزاعات والتوترات المتواصلة، مشددًا على أن “المدخل إلى تسوية مشكلات المنطقة يبدأ بوقف الحرب في غزة، وفق ما دعا إليه مرارًا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس لجنة القدس”.
وأبرز أن تحقيق السلام العادل والدائم يتطلب تفعيل حل الدولتين، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية، محذرًا من أن استمرار الاحتلال والتصعيد “يبقي المنطقة رهينة للعنف والتطرف ويهدد الاستقرار الدولي برمته”.
وفي الجانب الآخر من مداخلته، تناول رئيس مجلس النواب موضوع الهجرة، الذي شكل أحد المحاور الأساسية للدورة، مؤكدًا أن “أسباب الظاهرة باتت واضحة، من الحروب والنزاعات إلى الاختلالات المناخية وضعف التنمية”، داعيًا إلى تصحيح التمثلات الخاطئة عن الهجرة، ورفض استغلالها في النقاشات السياسية الضيقة ببلدان الاستقبال.
واعتبر أن الهجرة “ليست عبئًا بل مساهمة فعلية في تنمية المجتمعات”، مشددًا على أهمية الاعتراف بدور دول العبور وما تتحمله من أعباء، وفي مقدمتها المغرب، الذي اعتبره نموذجًا يحتذى به من خلال شراكته المتقدمة مع إسبانيا في تدبير تدفقات الهجرة وفق رؤية إنسانية تحترم الكرامة وحقوق الإنسان، في انسجام مع “ميثاق مراكش العالمي للهجرة”.
وفي ختام كلمته، ذكّر الطالبي العلمي بالقيمة الحضارية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط التي لطالما كانت “فضاءً للتبادل والتعايش والإبداع”، داعيًا إلى استلهام هذا الإرث المشترك لبناء مستقبل متوسطي يقوم على السلام، التعاون والتنمية المتوازنة.
كما هنأ زميله الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، على توليه الرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية، معربًا عن ثقته في أن تواصل الجمعية تحت قيادته جهودها لتعزيز الحوار والعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر استقرارًا لشعوب الضفتين.