العربية.ما alaarabiya.ma

الطلاب الدوليون يواجهون التحديات المالية للحصول على بطاقة الطالب في إسبانيا

alt=
العربية.ما - العربي حجاج

تعد إسبانيا واحدة من الوجهات الدراسية المفضلة لدى الطلاب الدوليين، لما تقدمه من جودة تعليم عالية، ثقافة غنية وتاريخ طويل. وكل عام، يتدفق الطلاب من جميع أنحاء العالم للالتحاق بالجامعات والمراكز التعليمية في هذا البلد الأوروبي، بهدف إكمال دراساتهم الأكاديمية أوبدء برامج تدريبية متخصصة. ومع ذلك، لا تقتصر الرحلة الأكاديمية إلى إسبانيا على التحديات الدراسية فحسب، بل تشمل أيضاً عقبات قانونية وإدارية، من أبرزها الحصول على تصريح إقامة الطالب. ومن أكثر المتطلبات الصارمة لهذا التصريح هو إثبات القدرة المالية، والتي قد تشكل عائقاً أمام العديد من الطلاب.

تحليل معمق للمتطلبات الاقتصادية

الوسائل المالية كشرط أساسي للحصول على بطاقة الطالب

تعتبر القدرة على إثبات الوسائل المالية الكافية للعيش والدراسة في إسبانيا مطلباً أساسياً للحصول على تصريح إقامة الطالب. وفقًا للمادة 38 من المرسوم الملكي 557/2011 الصادر بتاريخ 20 أبريل، يطلب من الطالب الأجنبي القادم إلى إسبانيا أن يضمن تغطية نفقات إقامته بالكامل. وتستند هذه التغطية إلى مؤشر الدخل العام متعدد التأثيرات (IPREM)، وهو مؤشر اقتصادي تستخدمه الحكومة الإسبانية لتحديد الحد الأدنى من الدخل اللازم لتلبية الاحتياجات المعيشية الأساسية في البلاد.

 الحد الأدنى المطلوب من الوسائل المالية

في عام 2024، يتطلب من الطالب أن يكون لديه ما لا يقل عن 600 يورو شهرياً لتغطية تكاليف إقامته الأساسية. هذا المبلغ يمثل 100% من IPREM شهرياً. ولكن إذا تمكن الطالب من إثبات تغطية نفقات الإقامة (مثل الإقامة المجانية أوالدعم من جهة خارجية)، يمكن تقليص هذا المبلغ إلى النصف، أي حوالي 300 يورو شهرياً. أما بالنسبة للطلاب الذين يصطحبون أفراداً من عائلاتهم معهم، فيتوجب عليهم إثبات وسائل مالية إضافية تقدر بـ 50% من IPREM لكل فرد إضافي، أي 300 يورو شهرياً لكل شخص.

التحديات المالية للطلاب الدوليين

ورغم أن اللوائح تبدو واضحة ومنظمة، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في تطبيقها على أرض الواقع. فالعديد من الطلاب، خاصةً من البلدان النامية، يجدون صعوبة في جمع المبلغ المطلوب للحصول على تصريح الإقامة. إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض برامج الدراسة تستمر لأربع سنوات، فإن بعض مكاتب الهجرة، خاصة في المدن الكبرى مثل مدريد، تطلب إثبات توافر المبلغ المالي المطلوب للفترة الكاملة من الدراسة. وهذا يعني أن الطالب قد يحتاج إلى إثبات امتلاكه لحوالي 30,000 يورو لتغطية نفقات أربع سنوات.

 تأثير التغيرات الاقتصادية

يجب على الطلاب أن يظلوا على اطلاع دائم بالتغيرات في مؤشر IPREM، الذي يتم تعديله سنوياً. فكل عام، قد تختلف المبالغ المطلوبة، مما يعني أن الطلاب بحاجة إلى إعادة النظر في خططهم المالية باستمرار لتجنب الوقوع في مواقف صعبة.

البدائل والدعم المالي

بالرغم من هذه التحديات، هناك بعض الفرص التي يمكن أن تخفف من العبء المالي على الطلاب الدوليين. بعض المؤسسات التعليمية تقدم منحاً دراسية أودعماً مالياً للطلاب الدوليين بناءً على تفوقهم الأكاديمي أوحالتهم الاقتصادية. إلى جانب ذلك، هناك أيضاً برامج عمل بدوام جزئي يمكن للطلاب الاستفادة منها خلال فترة دراستهم، والتي يمكن أن تساعد في توفير دخل إضافي.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو توفير المبلغ المطلوب مقدمًا لضمان الحصول على تصريح إقامة الطالب. وفي هذا السياق، يرى بعض الخبراء أن هذه السياسة المالية قد تشكل عقبة أمام جذب المزيد من المواهب الدولية إلى الجامعات الإسبانية، مما قد يؤثر على التنافسية الأكاديمية للبلاد.

 نحو سياسات أكثر مرونة

بناءً على هذه التحديات، بدأ العديد من الطلاب والمنظمات غير الحكومية في إسبانيا بالدعوة إلى سياسات أكثر مرونة فيما يتعلق بمتطلبات الوسائل المالية. ويدعوا هؤلاء إلى مراجعة المبالغ المطلوبة أوتقديم حلول مرنة للطلاب الذين لا يستطيعون إثبات هذه الوسائل المالية بشكل كامل.

بعض الاقتراحات

1.تقسيط المبلغ المطلوب على مراحل بدلاً من طلب المبلغ بالكامل مقدمًا. 2.إتاحة فرص عمل مرنة للطلاب الأجانب لتمكينهم من تغطية نفقاتهم. 3.زيادة التعاون بين المؤسسات التعليمية والحكومة لتوفير منح دراسية مخصصة للطلاب الدوليين ذوي الدخل المحدود.

ومما لا شك فيه أن إسبانيا تقدم فرصة رائعة للطلاب الدوليين للاستفادة من بيئة تعليمية متنوعة وعالية الجودة. ومع ذلك، فإن متطلبات الحصول على بطاقة الطالب، وخاصة فيما يتعلق بالوسائل المالية، تشكل تحديًا كبيرًا. لتبقى الحاجة ملحة لتطوير سياسات مرنة تأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية المختلفة للطلاب الأجانب، وتساهم في جذب المزيد من العقول الواعدة إلى البلاد. لأن الاستثمار في التعليم ليس مجرد استثمار في مستقبل الطلاب فحسب، بل هو أيضاً استثمار في مستقبل المجتمع الإسباني ككل.

المصدرالعربية.ما
Exit mobile version