العدالة والتنمية بالقنيطرة: مليار سنتيم لمهرجان بلا صدى والساكنة أولى بالأولويات

5 سبتمبر 2025
العدالة والتنمية بالقنيطرة: مليار سنتيم لمهرجان بلا صدى والساكنة أولى بالأولويات
العربية.ما - الرباط

عقدت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإقليم القنيطرة اجتماعها العادي يوم الثلاثاء 2 شتنبر 2025، برئاسة الكاتب الإقليمي د. مصطفى ابراهيمي، وذلك “بالتزامن مع عيد المولد النبوي الشريف الذي نرجو أن يدخله على جلالة الملك حفظه الله بمغفور الصحة والعافية وباليمن والبركات، وعلى الشعب المغربي بالنمو والأمن والازدهار”.

 

وخلال الكلمة الافتتاحية، عبّر الكاتب الإقليمي الدكتور مصطفى إبراهيمي عن “الاعتزاز بالنجاح الكبير الذي عرفته مؤتمرات الحزب على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي”، مثمنًا “المجهودات الجادة التي يبذلها معظم الإخوة والأخوات المنتخبون والمستشارون بمختلف جماعات الإقليم سواء بالمعارضة أو التسيير، وبالخصوص الفروع المحلية في تقوية الحضور الميداني لخدمة المواطنين”. وأكد أن حزب المصباح “يشهد دينامية تنظيمية قوية على المستوى الوطني وحضورًا سياسيًا بارزًا من خلال فضح الفساد وتضارب المصالح وكل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن ورموزه وتعيق مساره التنموي”.

 

الاجتماع تطرق أيضًا إلى “مجموعة من القضايا التنظيمية والسياسية والاجتماعية الراهنة” إضافة إلى تقييم أوضاع بعض الجماعات والقطاعات بالإقليم.

 

ولم يمر جدول الأعمال البيجيدي دون إدراج نقطة ما عُرف بـ”مهرجان القنيطرة” الذي أثار، بحسب البلاغ، “استنكارًا وردود فعل سلبية واسعة في الأوساط الشعبية والسياسية والثقافية”. وعبرت الكتابة الإقليمية للمصباح عن “استغرابها للطريقة التي نُظم بها هذا المهرجان، حيث بلغت ميزانيته المالية ما يزيد عن مليار سنتيم نصفها من المال العام، والنصف الآخر جرى توفيره عبر الضغط على مؤسسات عمومية وخاصة وإلزامها بالمساهمة حسب مجموعة من الإفادات”.

 

واعتبر حزب العدالة والتنمية أن هذه الميزانية كان الأجدر أن تُصرف “لتلبية أولويات الساكنة في مجالات أساسية كالبنية التحتية، والطرقات، والإنارة العمومية، والنظافة والنقل المدرسي”. وذهب البلاغ إلى حد القول إن المهرجان “لم يحقق أي صدى إيجابي أو قبول شعبي، إذ لجأ منظموه إلى النفخ في أعداد الحضور لتسويق صورة زائفة عن النجاح”. كما أبدى رفضه لما وصفه بـ”الميوعة والدعوة الصريحة إلى سلوكات منحرفة”، مستشهدًا “بمشاركة الذي يحلو له أن يُنعت بالصلكوط وغيره من الأسماء التي تسيء إلى الذوق العام وتشجع على الانحراف وتعاطي المخدرات”.

وانتقد البلاغ أيضًا طريقة مكافأة الفرق المشاركة في التبوريدة: “أُعطيت كل سربة مكونة من 15 إلى 30 فارسًا 2 قنطار من الشعير و10 بالات تبن للخيل و10 كلغ من اللحم للفرسان!!! أليس هذا يعتبر إهانة للثقافة المحلية والتراث الوطني وتشجيعًا لدعاة الانحلال الأخلاقي والكلام الساقط واستهلاك المخدرات؟ أية رسالة هذه توجهونها لشبابنا أيها المنظمون؟”

 

وفي الوقت نفسه شددت الكتابة الإقليمية على أنها “ليست ضد الفن ولا ضد تنظيم المهرجانات”، مؤكدة دعمها “للفن الراقي والثقافة المسؤولة الهادفة” شرط “ترتيب الأولويات واحترام هوية المغاربة المبنية على قيم الاستقامة والأخلاق”، ودعت إلى تشجيع “المهرجانات التي تحافظ على الهوية الوطنية وتستجيب لانتظارات الساكنة، وفي مقدمتها مهرجانات الفروسية التقليدية (التبوريدة) وفن الهيت الغرباوي وغيرها من الفنون الأصيلة”.

 

على الصعيد التنظيمي والسياسي، عبّر الحزب عن “افتخاره بالدور الكبير الذي تقوم به هياكل الحزب المحلية والموازية في التأطير والتوعية”، داعيًا إلى “المزيد من التعبئة والاستعداد الجيد والانخراط القوي في برنامج تجديد المكاتب المحلية”. كما نوّه بمنتخبيه “الذين يبدون إخلاصًا ونكرانًا للذات في خدمة الصالح العام وحرصًا دائمًا على نظافة اليد وحسن السلوك والكفاءة في التدبير”، داعيًا إلى “التعاون مع المسؤولين وأعضاء الأحزاب الأخرى النزهاء والمجتمع المدني لإصلاح وتدبير الشأن العام على الصعيد الإقليمي”.

 

وطالب الحزب “الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لحل مشاكل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر وضعف شبكة الاتصالات في عدد من الجماعات بالإقليم، وإصلاح وصيانة مجموعة من الطرق الإقليمية وإشكالية التزود بالماء”. كما استنكر “طريقة توزيع الدعم العمومي من طرف مجلس جماعة القنيطرة التي أفضت إلى استفادة بعض الجمعيات بشكل غير عادل على حساب جمعيات أخرى”، مؤكدًا “ضرورة احترام مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص وإعادة النظر في مساطر الانتقاء والتمويل”.

 

وختم بلاغ حزب البيجيدي بإقليم القنيطرة، مجددًا التزام العدالة والتنمية بـ”مواصلة النضال ونهج سياسة القرب والتواصل مع المواطنين”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.