العربية.ما alaarabiya.ma

العطلة الشتوية: فرصة للتجديد والراحة أم مصدرا للضغط؟

العطلة الشتوية: فرصة للتجديد والراحة أم مصدرا للضغط؟
العربية.ما / محمد شيوي

العطلة الشتوية فرصة لاستعادة النشاط الذهني لدى التلاميذ.

تعتبر العطلة الشتوية فرصة هامة للتلاميذ لاستعادة نشاطهم الذهني بعد فترة طويلة من الاجتهاد، حيث يقضي العديد منهم ساعات عديدة في الدراسة. إذ يضطر بعضهم للعودة إلى منازلهم بعد الساعة الثامنة ليلا، موزعين وقتهم بين المراجعة في المدارس الخاصة والدروس الخصوصية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والرياضية.

لكن، ورغم الحاجة الملحة للاستمتاع بالعطلة، يواجه الأبناء إرهاقا متزايدا، مما ينعكس سلبا على صحتهم النفسية والجسدية. في هذا السياق، تتضاعف مسؤوليات الآباء، خاصة عندما يحصل أبناؤهم على نتائج مرضية، مما يزيد من ضغوط الدراسة.

العطلة الشتوية ليست مجرد توقف عن التعليم، بل هي فرصة لاستكمال التعلم بطرق وأساليب مختلفة، تساهم في تنمية المهارات الحياتية وتعزيز الجوانب الفكرية والوجدانية لدى التلاميذ. ومع ذلك، فإن غياب فضاءات الترفيه المناسبة يحول الكثير من الأطفال إلى متابعة الألعاب الإلكترونية أو الرياضية أو اللعب في الشارع، مما يعزلهم عن الحياة الحقيقية ويمنعهم من اكتساب المهارات اللازمة.

تعتبر المؤسسات الثقافية ودور الشباب، التي كانت توفر فضاءات مناسبة لتنمية المهارات، قد تراجعت بشكل ملحوظ. حيث أن دور الشباب والمكتبات العامة فقدت بريقها، مما يزيد من تعقيد الوضع. ومع ذلك، هناك نقاط مضيئة تمثل جهود الأفراد الذين يواصلون العمل من أجل الناشئة، مثل بعض المؤسسات الخاصة بمراكش لتوفير مجموعة من الأندية الثقافية، الفنية ، العلمية والرياضية للترويح عن نفسية التلاميذ.

اليوم، ومع تزايد استخدام الشبكات الاجتماعية والألعاب الإلكترونية والرياضية في العطلة، يجد الأولياء أنفسهم في حيرة من أمرهم، حيث يفتقرون إلى الوقت والقدرة على التأثير. لذا، يتعين على المعنيين بالأمر تحمل مسؤولياتهم لملء الفراغ الذي يحيط بالناشئة، وإعادة النظر في كيفية عمل المؤسسات الثقافية ودور الشباب.

لقد أثبتت مجموعة من المؤسسات التعليمية متقدمة أن تغيير الزمن المدرسي وإعادة تنظيم العطلات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أداء التلاميذ. فعلى سبيل المثال، يعتمد النظام التعليمي في العديد من المؤسسات الخصوصية على التعلم المستمر، مما يضمن عدم انقطاع التلاميذ عن التعلم.

في مراكش، تختلف طريقة تنظيم العطلة بين الأسر، فمنهم من يفضل قضاء الوقت في المنتزهات، بينما يضطر آخرون لتكريس العطلة للدروس الخصوصية. لكن، يجب أن نكون واعين أن حرمان الأطفال من الترفيه يمكن أن يؤثر سلبا على صحتهم النفسية وأدائهم الدراسي.

في النهاية، العطلة الشتوية يجب أن تكون وقتا للتجديد والاستمتاع، وليس مصدرا للضغط. فالتلميذ المراكشي/ المغربي ليس أقل شأنا من نظرائه في المدن المغربية، بل يمكن أن يكون أكثر فطنة وذكاء.

 

Exit mobile version