لقد شهدت جماعة إسن في السنوات الأخيرة تكاثرا كالفطر في عدد الجمعيات في مختلف الميادين والمجالات خصوصا في مجال البيئة والرياضة والثقافة والماء وهم بالمناسبة أكثر المجالات تخلفا وتأزما، هذا قبل أن تصبح التنمية موضة العصر، لكن وأمام هذا الكم الهائل من الجمعيات بحيث أصبح لا يخلو دوار أو حي أو قطاع أو مؤسسة تعليمية أو سوق… إلا وتجد إطارا جمعويا يسجل حضوره ضمن الكتلة الجمعوية الضخمة بغض النظر عن نوع العمل الجمعوي وطبيعة النشاط والخدمات.
نجد صفة الفاعل الجمعوي بمثابة الماركة المسجلة لمن لا صفة له، فترى المنعش العقاري والمقاول والسمسار والعاطل والأستاذ… كل يستلذ هذا النعت ويضفيه إلى رصيده وسيرته الذاتية بتطفل أحيانا وبتعسف أحيانا أخرى، ويبقى الضحية الأول والأخير هو الفعل الجمعوي الهادف والنبيل.
وأما عن الاستغلال الانتخابي للنسيج الجمعوي من طرف الأحزاب السياسية فقد غدا أمرا مسلما به بكل الدواوير بجماعة إسن، وبالتالي تحولت الجمعيات إلى وسائل تلميع صورة المرشحين وتشويه سمعة منافسيهم، ناهيك عن الموارد البشرية والمالية واللوجيستيكية التي يتم استنزافها سواء على حساب الجمعيات أو تصريفا عبرها، استفادتهم من أي دعم عمومي مرصود لفائدة الجمعيات.
في المقابل يبدون أتم الاستعداد للعب وتمثيل جميع الأدوار، والقيام بجميع المهام القذرة والمشبوهة بطريقة محترفة وآمنة وكأنه “حاضي سوارو ” و ” ضابط شغلو ” و ” عارف اشنو كيعمل ” بحيث يستفيد من دعم الجماعة والعمالة ولم لا الجهة ؟.
هذا غيض من فيض حول واقع عملنا الجمعوي البئيس باسن وباولاد تايمة بشكل عام الذي يرزخ بين مطرقة تسخير السلطة واستغلال الأحزاب وسندان مرتزقة العمل الجمعوي، فيكون بذلك مرآة عاكسة لواقع بلادنا السياسي العام.