احتضنت مدينة شفشاون، شمال المغرب، فعاليات مهرجان «أليغريا» الموسيقي، في دورته الثانية عشرة (12)، والذي نظمته مؤسسة شفشاون فن وثقافة، بشراكة ودعم من مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة ووكالة تنمية أقاليم الشمال وعمالة إقليم شفشاون وجماعة شفشاون ووزارة الشباب والثقافة والتواصل. والذي احتضنه مسرح القصبة التاريخية بمركز المدينة الزرقاء.
واختتمت الفنانة أميمة الخليل فعاليات هذا المهرجان، حيث التقت بجمهورها العاشق في حفل غنائي مميز حمل لافتة “كامل العدد” واستمر لأكثر من ساعتين، قدمت خلاله أميمة وصلات موسيقية غنية من أغانيها القديمة والجديدة على رأسها رائعة “عصفور طل من الشباك”، وفاجأت الحضور بالعرض الحي الأول لأغنيتها الجديدة «سلامات»، قبل طرحها رسميا.
وكشفت أميمة أن أغنية «سلامات»، تعد أولى بشائر ألبومها الجديد والمقرر طرح أغانيه قريبا، حيث سيعيدها لساحة الألبومات بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات على آخر ألبوماتها، وأهدت أميمة هذه الأغنية، خلال الحفل، للشعب الفلسطيني، ك”رسالة دعم وحب من أهل لبنان”. وقد كتب كلمات هذه الأغنية الشاعر اللبناني جرمانوس جرمانوس، ولحنها شريك حياتها الفنان هاني سبليني.
هذا، وقد تَوجت إدارة المهرجان الفنانة أميمة الخليل بجائزة «الرباب الذهبي»؛ وهي إحدى أعرق الجوائز التكريمية في المغرب، وذلك عرفانا بمسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات والممتدة لأكثر من أربعين عامًا، كانت حصيلتها: سبع ألبومات وعشرات الأغاني والتكريمات ومئات الحفلات الغنائية في مختلف دول العالم.
وبهذه المناسبة، عبرت الفنانة أميمة الخليل عن سعادتها بهذا التكريم، نظرًا لما تمثله هذه الجائزة من قيمة معنوية للجمهور المغربي، وهو ما يترجم “رسالة حب وتقدير من الشعب المغربي” لها ولمسيرتها الفنية. وأضافت أميمة في تدوينة خاصة على صفحتها بالفيسبوك: “لطالما كنتُ مكرّمةً في قلوب المغاربة منذ الإطلالة الأولى.. ولطالما كان القلب ينعمُ بأبيضه بينهم.. شكرا للجمهور الذي حضر وانتظر وغنّى واحتضن..”، كما تقدمت بالشكر للشباب الموسيقيين المغاربة وقائدهم الفنان إلياس الحسيني.. ولشريك حياتها ومرافقها الفنان هاني سبليني، وللسيدة رئيسة المجلس الوطني للموسيقى؛ وفاء بناني، وللسيدة رئيسة اللجنة لجائزة الرباب الذهبي؛ الفنانة سميرة القادري، ولجمعية شفشاون للفن والثقافة التي يترأسها رضا زيطان، ولبلدية المدينة ورئيسها السيد محمد السفياني ونائبته السيدة ربيعة الزباخ. وختمت تدوينتها بالقول: “وتجمعنا الموسيقى فيما كلُّ تفصيل هذه الأيام يُفرّق..”
ومن جهتها، وصفت السوبرانو والفنانة المغربية؛ سميرة القادري، أميمة الخليل بأنها تعد بمثابة “قبلة الحياة للنسخة الحالية من المهرجان، التي تأتي بعد توقف دام أكثر من سبع سنوات منذ آخر دوراته، موضحة أن مهرجان “أليغريا” يعد تجسيدًا لمفاهيم البهجة والحب التي تتميز بها أجواء شفشاون، قبلة السياحة في المغرب والتي بعشق سكانها الموسيقى اللاتينية والإيقاعات الراقصة نظرا لغالبية السياح الإسبان، وهو ما يتضح في اختيار اسم «أليغريا» التي تعني بالإسبانية «الفرح»”.
وتجدر الإشارة إلى أن الجوهرة الزرقاء (شفشاون) عاشت على مدى اليومين المبرمجين على إيقاعات الموسيقى العربية والأندلسية واللاتينية، في برمجة متنوعة وغنية استهوت الجمهور المحلي والزوار الذين قدموا من جميع أنحاء العالم. كما عملت إدارة المهرجان على المزج بين الفلامنكو وتنوع الإبداعات العربية والإيبيرولاتينية؛ وهو ما أتاح للجمهور فرصة اكتشاف فنانين عالميين على المسرح الأثري للقصبة؛ فإلى جانب النجمة اللبنانية أميمة الخليل ورفيقها المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الأستاذ هاني سبليني، حضر نخبة من العازفين المرموقين بقيادة الأستاذ إلياس الحسيني. وشاركت الموهبة مارو هريرة، المعروفة بدمجها الفريد للموسيقى الإيبيرولاتينية مع الموسيقى المغاربية. كما أحيت فرقة الكورال نوستالجيا، تحت إشراف الأستاذ عثمان البخاري، أمسية استثنائية جمعت بين لحن الزمن الجميل وروح الحاضر.. فضلا عن الاحتفال بذكرى الفنان الراحل حسن ميكري، مؤسس المجلس الوطني للموسيقى، وحضور ومشاركة نجله الفنان ناصر ميكري بأدائه المميز. وشارك أيضا الفنان حاتم إدار. وتم تقديم عرض غنائي تحت عنوان “Dos historias un camino” أو”تاريخين.. طريق واحد” من طرف فنانين من المغرب وإسبانيا تحت قيادة الفنان حميد أجبار وبمشاركة الفنانين Alberto Funes و José Manuel Tudela وأحد الأسماء اللامعة في فن رقص الفلامنكو.. إلى جانب مشاركة مجموعة من الفنانين الشباب من مدينة شفشاون.
