يعود الجدل من جديد حول عمليات توزيع القفف الرمضانية، وهذه المرة في إقليم طاطا، حيث وجه الفاعل السياسي نفيسو رسالة قوية إلى السلطات الإقليمية، مطالبًا إياها بالحياد التام وضمان شفافية توزيع المساعدات الغذائية بعيدًا عن أي استغلال سياسي.
في تدوينة نشرها على حسابه الفيسبوكي، كشف نفيسو عن دخول شاحنة محملة بالقفف الرمضانية إلى الإقليم، مؤكدًا أن أبناء طاطا الشرفاء لن يسمحوا باستغلال فقر المواطنين في حسابات انتخابية ضيقة. كما ذكّر بالتعليمات الملكية التي شددت على ضرورة تأطير العمل الخيري بعد حادثة التدافع الأليمة سنة 2017 في سيدي بولعلام، والتي راح ضحيتها عدد من المحتاجين خلال توزيع مساعدات غذائية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل الاتهامات التي لاحقت جمعية “جود”، باعتبارها ذراعًا سياسيًا لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهي تهم لطالما أثارت الجدل حول العلاقة بين العمل الإحساني والسياسة في المغرب.
هل نحن أمام بداية مبكرة لحملات انتخابية تُستغل فيها هشاشة المواطن؟
هذا السؤال يطرح نفسه بقوة، خاصة في ظل السياسات الحكومية التي لم تنجح، وفق منتقديها، في الحد من الفقر، مما يجعل المواطن البسيط فريسة سهلة للاستغلال السياسي تحت غطاء العمل الخيري.
يبقى الدور الأكبر على عاتق السلطات الإقليمية بطاطا، التي يُنتظر منها تطبيق تعليمات الدولة في ضبط هذه العمليات، لضمان عدم تحول الإحسان إلى وسيلة للضغط السياسي أو حشد الأصوات الانتخابية قبل الأوان.
