تشهد عمالة طاطا نموًّا مقلقًا لما يمكن تسميته بـ”ثقافة القلايشية”، في مشهد صارخ من مشاهد العبث الإداري حيث تغدو الكفاءة عالة، ويصبح الولاء أداة للترقي والتوظيف والامتياز.
فافي سابقة مثيرة للجدل، اجتاز مترشحون مباراة شفوية للتوظيف في منصب متصرف من الدرجة الثانية – تخصص التدبير الإداري والمالي، رغم أن من بين المترشحين (ف.ب)، حاصلة على ماستر في الإدارة وحقوق الإنسان بكلية الحقوق بأكادير، أي لا تمتّ بصلة للتخصص المطلوب لا من قريب ولا من بعيد. المفارقة؟ أن نفس العمالة كانت قد أقصت ملفات أخرى في مباريات سابقة بدعوى عدم تطابق التخصص!
فعمالة طاطا عرفت خلال السنوات الأخيرة حملة توظيفات مكثفة في مختلف التخصصات، شملت أطرًا إدارية تم تهميشها لاحقًا، لصالح موظفين أقل كفاءة وأكثر “قابلية” للطاعة وتنفيذ الأوامر، وذوي خبرة لا في الإدارة العمومية، بل في الالتفاف على دعم التعاونيات والجمعيات الموجه أصلاً للفئات الهشة والمعوزة.
وبينما تدّعي الإدارة أنها في غنى عن أطر جديدة، بحكم الفائض الحالي، يتم استغلال النفوذ المحلي لإقحام أسماء مقرّبة في مباريات “مفصّلة على المقاس”، كما حدث في حالات انتقالات داخلية منحت لبعض الموظفين رغم حداثة التحاقهم، وحُرم منها آخرون قضوا أكثر من عشر سنوات في نفس الإدارة!
الأكثر استفزازًا، هو ما تفجّر في فترات سابقة، حين تحول توظيف أعوان السلطة من “مقدّمين” و”عريقات” إلى سوق نخاسة حقيقية، حيث تراوحت “الصفقات” ما بين 25,000 و30,000 درهم، قبل أن يتدخل مسؤولان إداريان جديدان بالإقليم — الكاتب العام ورئيس قسم الشؤون الداخلية — ويعيدان الأمور إلى نصابها، منتصرين للكفاءة والاستحقاق.