القنيطرة تحتضن الندوة الوطنية الثالثة حول الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي: أسئلة التحول وبناء الوعي النقدي

القنيطرة تحتضن الندوة الوطنية الثالثة حول الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي: أسئلة التحول وبناء الوعي النقدي
العربية.ما - الرباط

احتضنت مدينة القنيطرة يوم 29 يوليوز 2025 فعاليات الندوة الوطنية الثالثة للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، التي نظمها تكوين الدكتوراه في “الصحافة والإعلام الحديث” بكلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل، تحت عنوان:

الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي في المغرب: تحديات التحول، صناعة الخطاب، وبناء الوعي النقدي“.

وقد شهدت الندوة، التي انعقدت بفندق “أربن” بمدينة القنيطرة، مشاركة واسعة من الباحثين والطلبة في سلك الدكتوراه، الذين قدموا أوراقًا علمية ومداخلات قاربت العلاقة المعقدة والمتشابكة بين الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، وما أفرزه من تحديات مهنية وتشريعية ومعرفية.

 

أكدت المداخلات المقدمة خلال أشغال الندوة أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإعلام لم تعد تقنية بحتة، بل تحولت إلى إشكالية جوهرية تمس جوهر الممارسة الإعلامية وأخلاقيات المهنة. وقد تم التطرق إلى التحولات الكبرى التي فرضتها هذه التكنولوجيا على أساليب إنتاج الخطاب الإعلامي، وتلقيه، وتأويله من طرف الجمهور، في ظل بيئة رقمية سريعة التغير.

كما طرحت المداخلات أسئلة حارقة حول مسؤولية المؤسسات الإعلامية، وضرورة تطوير تشريعات تواكب هذا التحول، إلى جانب التحديات اللغوية والثقافية والتربوية الناتجة عن الاعتماد المتزايد على الخوارزميات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقد سعت الندوة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها:

رصد طبيعة التحولات التي فرضها الذكاء الاصطناعي على الإعلام الرقمي المغربي.

تحليل طرق وآليات صناعة الخطاب الإعلامي الجديد في ظل هذه الثورة التقنية.

مناقشة التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات الإعلامية والصحفيين في هذا السياق الجديد.

اقتراح سبل لتعزيز الوعي النقدي لدى المتلقي والحد من مخاطر التلاعب بالمحتوى الرقمي.

الوقوف على التحديات القانونية والتشريعية التي تواجه الصحفيين في ظل ضعف التأطير القانوني الحالي.

 

وقد اتسمت النقاشات بالجدية والعمق، حيث أبرز الباحثون المشاركون أهمية بناء مقاربات جديدة قادرة على فهم دينامية العلاقة بين الإنسان والآلة، وضمان الاستخدام الأخلاقي والمهني للتكنولوجيا في الحقل الإعلامي.

وفي ختام أشغال الندوة، حرص الأستاذ الدكتور محمد هموش، منسق تكوين الدكتوراه في “الصحافة والإعلام الحديث”، على التعبير عن تقديره العميق للطلبة الباحثين المشاركين، حيث وجه لهم رسالة شكر واعتزاز، أشاد من خلالها بمستوى الجدية والالتزام الذي طبع مشاركاتهم، وبما قدموه من إسهامات علمية نوعية خلال الندوة. وفي رسالته، تقدم بأحر التهاني وأصدق عبارات الشكر إلى كافة الطلبة الباحثين على مشاركتهم الفاعلة، مؤكدا أن اللجنة العلمية نوهت بجودة المداخلات، وعمق المعالجة، وجِدة الموضوعات التي تم تناولها، مما يعكس – على حد تعبيره – مستوى رفيعًا من الجدية في المسارات البحثية التي اختارها الطلبة.

وأضاف هموش أن ما قُدم خلال هذه الندوة من أوراق علمية ومداخلات نقاشية، يبعث على الاعتزاز، ويُظهر وعيًا حقيقيًا بضرورة مواكبة التحولات التي يعرفها الحقل الإعلامي، كما يعكس روح البحث العلمي والتفكير النقدي في صفوف الجيل الجديد من الباحثين. وختم رسالته بتمنيات صادقة للطلبة بدوام التوفيق والنجاح في مسيرتهم الأكاديمية، مؤكدا دعمه المتواصل لهم وثقته في قدرتهم على المساهمة الجادة في تطوير البحث الإعلامي بالمغرب.

Exit mobile version