القنيطرة تُعيد رسم ملامحها: برنامج تأهيل حضري غير مسبوق يرتقي بالمدينة إلى مصاف الحواضر الحديثة

6 أغسطس 2025
القنيطرة تُعيد رسم ملامحها: برنامج تأهيل حضري غير مسبوق يرتقي بالمدينة إلى مصاف الحواضر الحديثة
العربية.ما - الرباط

تعيش مدينة القنيطرة هذه الأيام على وقع تحول عمراني ملحوظ، عنوانه الرئيسي هو انطلاق الشطر الاستعجالي من برنامج التأهيل الحضري الشامل، الذي يُراد منه إعادة صياغة المشهد الحضري للمدينة، والارتقاء بجودة الحياة وفق تصور تنموي مندمج، يستحضر العدالة المجالية وضرورة ترميم فجوات التهيئة التي راكمتها سنوات من الاختلالات البنيوية.

ويأتي إطلاق هذا البرنامج الحيوي في سياق وطني يُعلي من شأن التنمية المستدامة كمدخل رئيسي لتحسين شروط العيش وتحديث الفضاءات الحضرية، حيث أفضى تقييم ميداني دقيق للوضعية الحالية بالقنيطرة إلى التأكيد على الحاجة الملحة لتدخل سريع في عدد من النقاط السوداء التي شكلت لسنوات عناوين بارزة للارتجال العمراني والتهميش المجالي.

وتشرف شركة التنمية المحلية “القنيطرة التهيئة والتنمية” على تنزيل مضامين هذا الورش، الذي أُعطيت انطلاقته الفعلية عبر مشاريع عملية تم الشروع فيها، على رأسها أشغال تهيئة شارع المسيرة، وتعزيز الإنارة العمومية بعدد من الشرايين الحضرية الكبرى، كشارع محمد الخامس، وشارع الحسن الثاني، وشارع المسيرة، في محاولة واضحة لتحسين السلامة، وتثمين المجال العمومي.

وفي سياق موازٍ، تم الإعلان عن فتح أظرفة صفقات مهمة تشمل:

تهيئة حديقة ابن خفاجة، كمشروع بيئي في قلب المدينة.

تهيئة الساحات العمومية بشارع محمد الخامس، في إطار مقاربة لإعادة الاعتبار للفضاءات المشتركة.

كما كشفت الشركة عن مشاريع في طور الإعداد، ستخرج إلى حيز الوجود بعد استكمال الدراسات التقنية، ومن أبرزها:

  • بناء سوقين نموذجيين للقرب
  • شارع الامام علي.
  • شارع مولاي عبد العزيز.
  • الطريق الدائرية الارشاد.

ولأن الرؤية الاستراتيجية لا تقف عند حدود التدخلات المستعجلة، فقد أُطلقت سلسلة من الدراسات الهندسية والتقنية التي تهم أوراشًا كبرى، من شأنها إعادة رسم خريطة المدينة، وعلى رأسها:

  • إعادة تأهيل مدخل مدينة القنيطرة من جهة علال البحراوي.
  • توسيع وتأهيل الطريق الدائرية الجنوبية.
  • تهيئة الطريق المزدوج أولاد أوجيه
  • تهيئة شارع الرياضة.
  • تهيئة الطريق الدائرية الشمالية.
  • تهيئة الطريق الرابطة بين الطريق الدائرية الشمالية و أولاد عرفة.

ما يُميز هذا الورش الحضري بالقنيطرة هو تقاطع الرؤية التقنية مع الإرادة السياسية، في مشهد تؤطره متابعة ميدانية دقيقة من طرف السلطات الإقليمية، وتفاعل متزايد من طرف ساكنة تطالب منذ سنوات بتهيئة عادلة وشاملة. كما أن تعدد واجهات التدخل يُؤشر على تحول نوعي في فلسفة التخطيط المحلي، من منطق التجزئة ورد الفعل، إلى منطق الاستباق وتكامل المشاريع.

 

وإذا ما كُتب لهذا البرنامج أن يُنجز وفق الجدولة الزمنية المعلن عنها، فإن مدينة القنيطرة ستُقبل على نقلة نوعية ستُعيد الاعتبار لجغرافيتها المنسية، وتضع حدًا لهوامش التهميش المجالي، وترتقي بها إلى مصاف المدن المغربية التي تبني حاضرها العمراني بعين على المستقبل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.