في خطوة حاسمة، قامت القوات الموريتانية بعملية تمشيط واسعة في منطقة “البريكة”، حيث طهّرت المنطقة من المهربين والخارجين عن القانون، وكذلك من العناصر التابعة لجبهة “البوليساريو” التي كانت تستخدمها كقاعدة خلفية للتزود بالمؤونة والمحروقات قبل التوجه إلى المناطق المحرمة لتنفيذ عمليات عسكرية.
وتقع “البريكة” على الحدود مع المناطق المحرمة و”الصحراء الغربية” وجنوب غرب “الجزائر”، وهي منطقة توصف بالصعبة للمراقبة، حيث تنشط فيها مجموعات تمتهن التهريب الدولي والتجارة المحرمة. ووفقًا لتسريبات صوتية تداولها تجار موريتانيون، فقد شوهدت القوات الموريتانية وهي تقوم بطرد عناصر “البوليساريو” من المنطقة.
عملية التمشيط جاءت في أعقاب انتقادات شديدة وجهها إعلام “البوليساريو” للدولة الموريتانية، على خلفية ما وصفه بـ”الاستقبال المهين” الذي حظي به زعيم الجبهة “إبراهيم غالي”، المعروف باسم “بن بطوش”، خلال حفل تنصيب الرئيس “محمد ولد الغزواني” لولايته الثانية. وأدت العملية العسكرية إلى تعطيل تحركات “البوليساريو” في المنطقة لمدة أسبوع، حيث أوقفت خططها لتنفيذ عمليات عسكرية، خاصة أن هذه التحركات غالبًا ما تتعرض للإحباط بفعل الطائرات المسيرة التي تستخدمها “القوات المسلحة الملكية المغربية” لاستهداف المقاتلين قبل تنفيذهم لأي عمليات.
مصادر مطلعة أكدت أن عملية تطهير “البريكة” تعكس موقف “نواكشوط” الرافض لأن تتحول الأراضي الموريتانية إلى قاعدة خلفية لعمليات “البوليساريو” ضد “المغرب”. وأضافت المصادر أن “القوات المسلحة الملكية المغربية” كانت قد أبلغت “نواكشوط” مرارًا بمخاوفها من نشاط “البوليساريو” في هذه المنطقة، معتبرةً إياها “نقطة سوداء” على الحدود، ومتهمةً السلطات الموريتانية بتوفير الملاذ الآمن لعناصر الجبهة.
وفي ضوء التطورات الأخيرة، يبدو أن “نواكشوط” قد استجابت لمطالب “الرباط”، إذ نزل الجيش الموريتاني بكامل ثقله لتنظيف “البريكة” من العناصر المشبوهة، في خطوة تعتبرها العديد من المصادر رسالة واضحة بأن “موريتانيا” لن تكون قاعدة لأي تحركات تستهدف المصالح “المغربية”. (المصادر التي تحدثت عن هذه الأحداث: Africanews وBreaking News Today)
