العربية.ما alaarabiya.ma

الكفيفات: جماعة غارقة في الإهمال وأحلام التنمية المفقودة

الكفيفات: جماعة غارقة في الإهمال وأحلام التنمية المفقودة
العربية.ما - توفيق اهشيم

عندما تطأ قدمك مركز الجماعة الترابية الكفيفات في إقليم تارودانت، ستشعر وكأنك قد دخلت منطقة نائية متروكة في ظلال التهميش والركود التنموي. ورغم القرب النسبي لهذه الجماعة من مدينة أولاد تايمة (حوالي 10 كيلومترات فقط)، فإنها تعيش في عزلة مريرة، بعيدًا عن أبسط مقومات الحياة الكريمة. الشوارع المهملة والبنية التحتية المتدهورة تعكس صورة مؤلمة لمنطقة كانت تأمل في أن تجد لها مكانًا على خارطة التنمية.

تعيش الكفيفات على وقع اقتصاد فلاحي يعتمد بشكل رئيسي على الزراعة السقوية، وزراعة الخضروات والموز، إضافة إلى تربية المواشي، ولكن رغم هذه الثروات الطبيعية، ما زالت الجماعة تعيش أزمة خانقة في تسيير مواردها، مما أدى إلى إعاقة أي محاولة لتطوير مشاريع تنموية طموحة.

خلال السنوات الأربع الماضية، تعرّضت الجماعة لانتكاسات متتالية، حيث توقف العديد من المشاريع التنموية بشكل مفاجئ، وأصبحت دورات المجلس ساحة للمشاحنات والخلافات. تداخلت المصالح الشخصية مع العمل العام، وأصبح الفساد والمحسوبية عنوانًا بارزًا في تدبير شؤون الجماعة، ما زاد من معاناة السكان الذين يشعرون بأنهم مهمشون ومرميون في هوامش اهتمام المسؤولين.

زيارة استطلاعية قامت بها الجريدة كشفت عن غياب المشاريع الأساسية مثل تأهيل الأزقة والطرق، ما زاد من معاناة السكان مع الأتربة والحفر التي تعيق التنقل، وتكاد تجعل من هذا المكان صورة من أماكن أخرى قد فقدت مكانها في عجلة التطور. في ظل هذا التهميش المستمر، يتساءل السكان: لماذا تُحرم الكفيفات من نصيبها من التنمية رغم أن مراكز أخرى في إقليم تارودانت قد استفادت من برامج تحسين البنية التحتية؟

الأهالي يطالبون بتدخل عاجل من السلطات المحلية والإقليمية لإنقاذ مركز جماعتهم وتوفير أبسط مقومات العيش الكريم، من تعليم، صحة، مياه صالحة للشرب، وكهرباء، لكي تكون الكفيفات مكانًا ينعم بالازدهار بدلًا من أن تبقى في قاع النسيان.

Exit mobile version