تنفيذا لمقتضيات القانون الإطار 51.17، وخاصة المادة 19 منه المتعلقة بإلزامية تمدرس جميع الأطفال من أربع سنوات إلى 16 سنة، وانسجامًا مع الأهداف الاستراتيجية لخارطة الطريق 2022-2026، وبالخصوص الهدف الثالث المتعلق بتحقيق إلزامية التعليم من خلال تقليص نسب الهدر المدرسي إلى الثلث، واتباعًا للمراسلة الوزارية بشأن تنظيم قافلة التعبئة المجتمعية “من الطفل إلى الطفل” لرصد الأطفال واليافعين الموجودين خارج المدرسة لسنة 2025، وباعتبار يوم الأربعاء 30 أبريل 2025 يومًا مرجعيًا للعملية، أعطى السيد المدير الإقليمي المكلف بتدبير المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة، الانطلاقة الرسمية لعملية التعبئة المجتمعية “من الطفل إلى الطفل” من مجموعة مدارس أولاد بنعيش بجماعة عامر السفلية.
وفي معرض حديثه عن انطلاق عمليتي التعبئة المجتمعية “من الطفل إلى الطفل” وقافلة الإدماج المباشر للمنقطعين، أكد السيد المدير الإقليمي بالقنيطرة أن المديرية الإقليمية اتخذت عدة إجراءات لإنجاح عملية التعبئة المجتمعية، تمثلت في تعبئة وتحسيس الفاعلين التربويين وشركاء المدرسة والساكنة بظاهرة عدم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، وضمان انخراطهم إلى جانب المؤسسات التعليمية للحد من الظاهرة.
كما تم تحسيس التلاميذ والتلميذات المتمدرسين بأهمية تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، وبظاهرة الانقطاع عن الدراسة، وبالآثار السلبية المترتبة عنها. وتم أيضًا التحسيس بمبدأ إلزامية التعليم ومحاولة تفعيله من خلال عملية إرجاع التلاميذ والتلميذات غير الملتحقين وغير المتمدرسين.
وقد تم إعداد خريطة لعدم التمدرس من خلال رصد الأطفال واليافعين في وضعية إعاقة وفي مختلف الوضعيات الأخرى التي تجعلهم خارج المنظومة التربوية.
وتم كذلك تعبئة الطاقات المحلية لإيجاد حلول مناسبة لإشكالية عدم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، والأطفال غير المتمدرسين، سواء من خلال إدماجهم المباشر في التعليم، أو تسجيلهم في برامج الفرصة الثانية، أو دعمهم في إطار برنامج المواكبة التربوية.
ويهدف هذا المسعى إلى انخراط الفاعلين التربويين من تلاميذ وأساتذة وإدارة تربوية وشركاء المنظومة من جماعات محلية، وسلطات ترابية، وجمعيات المجتمع المدني، ومختلف وسائل الإعلام، في تحقيق غايات إلزامية التعليم، وتطوير البرامج الوقائية للحد من الهدر المدرسي، وإرساء اليقظة التربوية بالمؤسسات التعليمية، وتعزيز المكتسبات الوطنية في مجال النهوض بتربية وتعليم جميع الأطفال دون تمييز، بمن فيهم الذين يوجدون في وضعيات خاصة.
وفي الختام، شدد السيد المدير الإقليمي على أن إنجاح رهانات الإدماج يستدعي تضافر جهود الجميع، مؤكدًا أنه لا تنمية دون إدماج، ولا إدماج دون تعبئة مجتمعية واعية ومسؤولة.