المساواة ونكران الذات… قيم تغيب عن صلاة العيد في مكناس

المساواة ونكران الذات… قيم تغيب عن صلاة العيد في مكناس
العربية.ما- محمد شيوي

في الوقت الذي تمثل فيه صلاة العيد لحظة روحانية جماعية، يفترض أن تسودها المساواة والتواضع والتقارب بين جميع المواطنين، عرفت مدينة مكناس صباح يوم السبت 7 يونيو مشهدا أثار موجة من الاستياء الواسع، بعد أن تم فصل صفوف المصلين بواسطة حواجز حديدية.

وحسب ما نقلته مصادر إعلامية، فقد تفاجأ عدد من المواطنين عند وصولهم إلى المصلى بوجود فضاء خاص محاط بالحواجز في الصفوف الأمامية، تم تخصيصه لمسؤولين محليين وأعيان وشخصيات معروفة. وهو ما اعتبره كثيرون مظهرا منافيا لروح المناسبة، ومسيئا لقيم الدين التي تدعو إلى الوقوف صفًا واحدا دون تمييز بين غني وفقير أو مسؤول ومواطن بسيط.

ما وقع أثار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول صور الحواجز الحديدية وتعليقات غاضبة، تُعبّر عن رفض هذا النوع من “التمييز المكاني” في مناسبة يُفترض أن تكون لحظة انصهار مجتمعي وإلغاء للفوارق، ولو مؤقتا، في حضرة الطقوس الدينية.

في السياق ذاته، ذكر بعض المعلقين بما يعرف عن الملك محمد السادس نصره الله من تواضع في المناسبات الدينية، حيث لا يَفصل نفسه عن المواطنين، ويؤدي الصلاة وسطهم بلا مظاهر استعلاء أو تمييز. وهو ما زاد من حدة المقارنة والاستياء من ما وقع في مكناس.

فهل أصبحت رمزية الجلوس في الصفوف الأمامية أهم من جوهر الموقف؟

وهل نحتاج إلى حواجز تذكّرنا بأننا لسنا سواسية ولو في بيت من بيوت الله؟

المناسبة كانت فرصة لإعلاء قيم نكران الذات والتقشف في المظهر والتواضع في السلوك، لكنها ضاعت وسط تفاصيل بروتوكولية لا تليق بمقام الصلاة، ولا تشرّف المدينة وتاريخها.

Exit mobile version