يقترب المغرب من تحقيق حسم نهائي في ملف الصحراء المغربية، حيث يشهد موقف المجتمع الدولي دعماً متزايداً لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة كحل نهائي للنزاع الذي امتد لما يقارب الخمسة عقود. ففي تقرير نشره موقع “دويتشه فيله” الألماني، تم تسليط الضوء على التحول في الموقف الفرنسي الذي يُتوقع أن يشكل نقطة تحول حاسمة في هذا الملف.
التقرير الذي أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة تهنئة للعاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، أكد اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء. وهذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التردد الفرنسي، وهي تُمثل خطوة رمزية كبيرة يمكن أن تساهم في تسريع إنهاء النزاع.
وأكدت الباحثة سارة زعيمي، مديرة الاتصال في مركز أبحاث أمريكي، في تصريحاتها للموقع الألماني أن الدعم الفرنسي يعد تحركاً حاسماً يُمكن أن يضع حداً للنزاع. وفي السياق نفسه، صرح توماس إم. هيل، مدير برامج شمال أفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام، بأن “نزاع الصحراء المغربية قد انتهى فعلياً”، مشيراً إلى أن جبهة البوليساريو الانفصالية باتت مضطرة لقبول صيغة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وتعكس مواقف دولية أخرى هذا الاتجاه، حيث تبرز الولايات المتحدة ودول الخليج وأفريقيا ضمن قائمة الداعمين لموقف المغرب. ونجحت الدبلوماسية المغربية في إقناع المجتمع الدولي بواقعية ووجاهة مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق على أرض الواقع.
كما أن خروج فرنسا من حالة الحياد ووقوفها إلى جانب المغرب في هذا الملف جاء نتيجة لرغبتها في استعادة نفوذها في المنطقة، خاصة في الساحل الأفريقي، ومعالجة قضايا الهجرة غير النظامية بالتعاون مع الرباط التي تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال.
وتشير التقارير الدولية إلى أن انخراط فرنسا في دعم موقف المغرب، خاصة في مجلس الأمن الدولي، سيعزز فرص إنهاء النزاع بشكل نهائي. وقد شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة افتتاح عشرات القنصليات الأجنبية، ما يعكس الدعم الدولي المتزايد للمغرب.
وفي ظل هذه التطورات، يواصل المغرب تعزيز مكانته الدبلوماسية من خلال “دبلوماسية القنصليات”، التي تسهم في تعزيز الإجماع الدولي حول مبادرته لحل النزاع. ومع الطفرة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية وتحولها إلى وجهة استثمارية، يبدو أن المغرب بات أقرب من أي وقت مضى إلى طي صفحة نزاع الصحراء المفتعل.