المغرب يواجه شح المياه بالمشروع الاستراتيجي “غيث” لتلقيح السحب

31 أغسطس 2024
المغرب يواجه شح المياه بالمشروع الاستراتيجي “غيث” لتلقيح السحب
العربية.ما - العربي حجاج

أعلن المغرب مؤخراً عن تخصيص استثمارات ضخمة تصل إلى 10 مليارات درهم لمشروع “غيث” لتلقيح السحب، والذي يأتي لمواجهة التحديات المائية التي تواجهها البلاد.

ويأتي هذا المشروع الطموح في وقت يشهد فيه المغرب تأثراً ملحوظاً بتغيرات المناخ وتراجع نسبة التساقطات المطرية، مما يفرض الحاجة إلى استراتيجيات مبتكرة لضمان توفير المياه وتلبية احتياجات الزراعة والاقتصاد الوطني.

توسيع مشاريع تلقيح السحب

بموجب مشروع “غيث”، يعتزم المغرب توسيع وتعزيز مشاريع تلقيح السحب في المملكة من خلال تنفيذ 12 موقعاً جديداً ومركزين رئيسيين في منطقتي تانسيفت الحوز وسوس ماسة مع مطلع سنة 2025. حيث ستساهم هذه الخطوة في رفع عدد مواقع الاستمطار الاصطناعي في المغرب إلى 42 موقعاً، بالإضافة إلى 7 مراكز كبرى. ويهدف المشروع إلى زيادة هطول الأمطار في مناطق محددة بنسبة تصل إلى 20%، مما سيساعد على تحسين الوضع المائي في المناطق الأكثر تضرراً.

كيف يتم التلقيح؟

تلقيح السحب هو عملية علمية تعتمد على تحفيز السحب لتكثيف أمطارها من خلال استخدام مواد كيميائية مثل اليوديد الفضة أوملح الطعام التي تطلقها طائرات خاصة بالعملية في مستوى السحب، حيث تعمل تلك المواد على زيادة فرص تكوين قطرات المطر وتكثيفها. ويُعتبر هذا الأسلوب من الوسائل التكنولوجية المتقدمة التي تتبناها العديد من الدول لمواجهة مشاكل نقص المياه وتغير المناخ.

 الأهداف الاستراتيجية لمشروع “غيث”

يأتي مشروع “غيث” ضمن استراتيجية شاملة لتحسين إدارة الموارد المائية في المغرب. ومن بين أهداف المشروع:

1.زيادة هطول الأمطار: من خلال تقنيات تلقيح السحب، يسعى المغرب إلى رفع مستويات التساقطات المطرية في المناطق المستهدفة، مما يسهم في تعزيز موارد المياه الجوفية والسطحية.

2.دعم القطاع الزراعي: بزيادة تساقط الأمطار، سيستفيد القطاع الزراعي بشكل كبير، مما يساعد على تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.

3.مواجهة تحديات المناخ: يساعد المشروع في التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يوفر حلاً محتملاً لأزمات الجفاف والتقلبات المناخية غير المتوقعة.

ردود أفعال الجيران والتحديات

بينما يعتبر مشروع “غيث” خطوة هامة نحو تحقيق الأمن المائي، فإن بعض الجيران والدول المجاورة عبروا عن مخاوفهم من هذا المخطط. حيث تشير التقارير إلى أن بعض هذه الدول تعبر عن قلقها من تأثيرات تلقيح السحب على الأنظمة البيئية الإقليمية والأمن المائي المشترك. كما أن هناك مخاوف من أن التلاعب في نمط الأمطار قد يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في الطقس، مما يؤثر على التوازن البيئي ويؤدي إلى نزاعات محتملة حول الموارد المائية.

المستقبل والتوقعات

يتطلع المغرب من خلال مشروع “غيث” إلى تحقيق تقدم كبير في مواجهة أزمة المياه وتعزيز قدرته على إدارة الموارد المائية بشكل فعّال. ومع ذلك، يتطلب تنفيذ هذا المشروع مراقبة دقيقة وتعاوناً دولياً لضمان تحقيق النتائج المرجوة وتفادي أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.

وبهذا المشروع (غيث) يجسد المغرب رؤيته الاستشرافية في مواجهة التحديات البيئية، وهو نموذج يمكن أن يلهم دولاً أخرى تتعامل مع قضايا مماثلة. إلى جانب ما يمكن أن يفتحه نجاح هذا المشروع من آفاق جديدة للتعامل مع التغيرات المناخية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أكثر استدامة.

المصدر العربية.ما
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.