وجهت النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي، العضو عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، سؤالا شفويا آنيا إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تستفسر فيها عن المبررات التربوية لدمج فن “الهيب هوب” ضمن الأنشطة المدرسية.
جاء هذا التساؤل في سياق أرقام صادمة كشفت عنها معطيات رسمية للوزارة، حيث أظهرت النتائج أن 77% من تلاميذ التعليم الابتدائي لا يجيدون قراءة نص عربي مكون من 80 كلمة، و70% يعجزون عن قراءة نص فرنسي من 15 كلمة. كما أن 87% من تلاميذ المستوى الخامس ابتدائي لا يستطيعون إنجاز عملية قسمة بسيطة. وأبرزت الفتحاوي في مداخلتها نِسب الهدر المدرسي المرتفعة، التي تصل إلى 23% في التعليم الأولي، و53% في الإعدادي، و24% في الثانوي، معتبرة أن هذه الأرقام “تستدعي تركيز الجهود على المعضلات الأساسية للمنظومة التربوية”.
وفي إطار المهام الرقابية للمجموعة النيابية، وفي سياق النقاش الوطني حول سبل إصلاح المنظومة التربوية التي تشهد تحديات متعددة المستويات، طرحت النائبة أربعة أسئلة جوهرية على الوزير:
1. الإطار والسياق الذي أُطرت فيه هذه المذكرة
2. علاقتها بالتوجه الاستراتيجي للوزارة
3. المعايير الثقافية والبيداغوجية المعتمدة
4. ما إذا كانت تعكس رؤية استراتيجية أم مجرد استجابة لموجات ثقافية عابرة
وفي تحليلها للمذكرة الوزارية، أشارت النائبة البرلمانية إلى أن “الهيب هوب ليس مجرد رقصة، بل هو شكل من أشكال الاحتجاج الجسدي نشأ في بيئة سوسيو-ثقافية مغايرة”، معتبرة أن نقله إلى المدرسة المغربية دون تكييف تربوي “يشكل استيراداً أعمى لفلكلور دخيل”.
كما استحضرت الفتحاوي في مداخلتها المذكرة السابقة المتعلقة بممارسة رياضة الغولف، معتبرة أن هذه المبادرات “تعكس انفصالاً عن واقع المدرسة المغربية”.
وحتى تاريخ نشر هذا المقال، لم يصدر عن وزارة التربية الوطنية أي رد رسمي على هذه الاستفسارات، في انتظار ما ستسفر عنه الدورة البرلمانية القادمة من مناقشات حول هذا الملف.