الهدر المدرسي بالوسط القروي، من أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التربوية الوطنية
يعد الهدر المدرسي في الوسط القروي بالمغرب من أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التربوية الوطنية، حيث تتعرض العديد من الفتيات والفتيان إلى الانقطاع عن الدراسة نتيجة عوامل اجتماعية واقتصادية وبنية تحتية مدرسية ضعيفة. وتتجلى هذه الظاهرة في تراجع التحاق الأطفال بالمدارس، وصعوبة مواصلة مسارهم الدراسي بسبب بعد المؤسسات التعليمية عن مناطق سكنهم، وقلة وسائل النقل، وغياب الدعم المادي للأسر المعوزة.
وتشير المعطيات إلى أن ضعف التجهيزات المدرسية ونقص الموارد البشرية، بالإضافة إلى قساوة الظروف المعيشية في بعض المناطق القروية، تدفع عددا كبيرا من الأطفال إلى مغادرة مقاعد الدراسة قبل استكمال المراحل الأساسية. وهذا الأمر ينعكس سلبا على تحقيق التنمية المحلية وعلى جهود الدولة في القضاء على الأمية وضمان تعليم مستدام للجميع.
في هذا السياق، أكدت فعاليات تربوية واجتماعية على ضرورة تعزيز برامج الدعم التربوي والاجتماعي للأطفال القرويين، بما يشمل توفير النقل المدرسي، ودعم الأسر اقتصاديا، وتحسين جودة التعليم، وتوفير المدارس والمرافق التعليمية المناسبة. وترى هذه الأطراف أن مثل هذه التدابير ضرورية لضمان الحق الأساسي في التعليم وإتاحة فرص متكافئة لجميع الأطفال، بما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في التنمية الوطنية.
إن معالجة الهدر المدرسي في الوسط القروي تتطلب استراتيجيات شمولية تجمع بين السياسات التعليمية والاجتماعية، لضمان استمرار الأطفال في التعليم، وحماية مستقبلهم، وتحقيق العدالة المجالية بين المدن والقرى في مجال التعليم. فالتعليم ليس رفاهية بل حق أساسي لكل طفل، ومسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع لضمان تنمية مستدامة وشاملة.
