بائعات الهوى يتخدن أحد المقاهي بالخميسات ملاذهم الآمن رغم موقعها الاستراتيجي وتموقعها في الشارع الرئيسي بالعاصمة الزمورية إلى أن ذلك لم يستثنيهم من ممارسة عاداتهم المشينة والصبنيانية الضاربة في الأعماق المخالفة لكل التعاليم الدينية والأخلاقية.
يبدو أن الخيط رفيع بين الجلاد والضحية في عالم الدعارة. حتى أن العين تكاد تخطئه عند رصد الظاهرة وهي تستفحل في ساحة المسيرة المعروفة لدى ساكنة زمور بساحة العودان وبين بعض الأرصفة القريبة من نفس الساحة المذكورة بل يخترن في بعض الأحيان إصطياد زبائن المقاهي بمشاهد تجمع بينها الإيحاءات المداعبة للغزائز في بحث عن زبون قد يدفع المقابل نقدا وقد يدفعه ضربا. وهنا تكمن خطورة ذلك الخيط الرفيع الذي يختفي في قصص فتيات اخترن أن يكن صيادا لا صيدا أو «مصيدات». همهن الوحيد هو عدم الإخلاص لمبدأ الزبون الوحيد، في ما شعارهن «كم ستدفع؟» و«كيف ستمارس» و«غير دايز ولا شاد الليل؟». وبعد التمكن من تحقيق هذين الشرطين يكون قد تحقق هدف الإيقاع بمن حركته الرغبة في إشهار فحولته وإن لم يكن على علم بأنه قد حمل عند هؤلاء العاهرات لقب «الفيكتيم». وهن اللاتي لا يعرن أدنى اعتبار لكونهن مرمى كل نعوت الاتهام والشبهات، سواء كن بدويات أو مدينيات، قاصرات أو بالغات أو حتى طاعنات في السن، بالجلاليب أو «الميني جيب» طالما هن على استعداد تام للمتاجرة بنصف الجسد أو كله. وعيش الليل أكثر من النهار.
وما يثير الجدل وزاد الطينة بلة وهو كون أن بعض بائعات الهوى رفقة بعض الخارجين عن القانون تناولهم المشروبات الكحولية (ماء الحياة) بأحد المقاهي المتواجدة بالقرب من الستيام على عنيك يامعدي وتحت أعين المارة غير مبالين مما يطرح السؤال العريض حول إلتزام الصمت من طرف صاحبة المقهى التي لم تمنعهم من ذلك.
هذه المشاهد تتكرر أكثر من مرة ولا من يحرك ساكنا حتى أصبحت ظاهرة مألوفة، بدون حسيب ولا رقيب.