عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الثلاثاء 09 يناير 2024، حيث تداول في عدد من القضايا السياسية وملفات الحياة الداخلية للحزب.
مُطالبة الدول العربية باتخاذ مبادرة قوية لإيقاف العدوان الصهيوني الإجرامي على الشعب الفلسطيني.
في بداية هذا الاجتماع، أدان المكتبُ السياسي، بأشد العبارات قوة، إمعانَ الكيان الصهيوني في ممارسة إرهاب الدولة وارتكاب جرائم شنيعة وحرب إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني بغزة أساساً، وأيضاً بالضفة الغربية، من خلال التقتيل والتجويع والتشريد والتدمير الشامل والمهول لأبسط مقومات الحياة، في انتهاكٍ لأبسط القواعد القانونية والإنسانية.
إن هذا العدوان الصهيوني الهمجي نَتَجَ عنه تحويلُ غزة إلى مقبرةٍ للأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، بما يشكل مأساةً حقيقية ونــــكـــبة لا مثيل لها للشعب الفلسطيني ووصمةَ عارٍ على جبين المنتظم العالمي، حيث صارت غزة “فضاءً للموت واليأس ومكاناً غير قابل للسكن والعيش” حسب تصريحاتٍ لمسؤولين في هيئة الأمم المتحدة.
كما يُدينُ حزبُ التقدم والاشتراكية الدعم الأمريكي والغربي الأرعن للممارسات الشنيعة للكيان الصهيوني وتوجهاته المتغطرسة. ويَعتبر الحزبُ أنَّ هذا الدعم عاملٌ محوري في إقدام إسرائيل على تصعيد عدوانها البشع وجرائمها النكراء.
في هذا السياق، يُطالب حزبُ التقدم والاشتراكية الدولَ العربية بالخروج من وضعية الجمود من خلال القيام بمبادرة عاجلة وموحدة، قوية وذات صدى، من شأنها الإسهامُ في إيقاف العدواني الصهيوني على فلسطين.
الأولوية اليوم لإنقاذ الموسم الدراسي واستئناف الدراسة بروح وطنية ومواطناتية
من جانبٍ آخر، تداول المكتبُ السياسي في التطورات على الساحة التعليمية، مؤكداً على المواقف التي عبَّـــرَ عنها الحزبُ منذ بداية الاحتقان، ومنها ضعفُ التقدير السياسي من الحكومة وسوءُ تدبيرها لهذا الملف، بما أدى إلى إطالة أمد التوتر الذي يؤدي التلاميذُ في المدرسة العمومية ثمنه غاليًّا من تحصيلهم الدراسي.
في نفس الوقت، يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية على إيجابية المقترحات التي بادرت إلى تقديمها الحكومةُ فيما يتعلق بتحسين الوضعية الأجرية ثم بالاتفاق على صيغة جديدة للنظام الأساسي، بما يسير في اتجاه الاستجابة لمعظم مطالب وانتظارات الشغيلة التعليمية.
وإذ ينادي المكتبُ السياسي الحكومةَ إلى تفادي صبِّ النار على الزيت من خلال إجراءات التوقيف عن العمل والاقتطاع من الأجور، فإنه يؤكد على الضرورة القصوى والمستعجلة، اليوم، لتلبية نداء الوطنية والمواطَنَة. ويناشد الحزبُ، بحرارة، كافة نساء ورجال التعليم، من أجل استئناف الدراسة وإعطاء الأولوية لإنقاذ الموسم الدراسي لملايين بنات وأبناء الشعب المغربي من شبح “سنة بيضاء”.
نداء للرفع من الإجراءات الاستباقية لمواجهة آثار وضعية الجفاف
كما وقف المكتبُ السياسي عند الأوضاع المائية المقلقة ببلادنا، بسبب استمرار الجفاف وشُحِّ التساقطات المطرية إلى حدود الآن.
بهذا الشأن، يدعو حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ إلى الرفع من وتيرة تنفيذ الإجراءات الاستباقية والتدابير البديلة، وكذا عقلنة وترشيد استعمال الموارد المائية المتاحة، لمواجهة الآثار الوخيمة للجفاف المتواصل، سواء بالنسبة لضمان التزويد بالماء الصالح للشرب على سبيل الأولوية، أو أيضاً بالنسبة للزراعات الضرورية للأمن الغذائي الوطني، والحفاظ على الأشجار المثمرة وإرواء قُــطعان الماشية.
وإذ يُسجل الحزبُ المبادراتِ المتخذة في المجال المائي، فإنه يُطالب الحكومةَ بمراجعة التَّـــوَجُّهات الفلاحية المُــستــنــزِفة للموارد المائية الوطنية النادرة.
الدعم الاجتماعي المباشر: ورشٌ إيجابي مع تحذير الحكومة من تداعيات خلق انتظارات دون تلبيتها
من جهة أخرى، وارتباطاً بورش الحماية الاجتماعية، الذي يؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية دعمه له وانخراطه البنَّاء في حُسن تفعيله على الوجه الأكمل، يُسجل المكتبُ السياسي إيجاباً الشروع في توصُّلِ مليون أسرة بالدفعة الأولى للدعم الاجتماعي المباشر.
ويؤكد على أن هذا الرقم يظل، إلى حد الآن، أقل بكثير مما أعلنت الحكومةُ عن استهدافه من ملايين الأسر المغربية التي توجد في وضعية فقر وهشاشة.
بناءً عليه، يَعتبرُ حزبُ التقدم والاشتراكية أنَّه على الحكومة إعمالُ معايير وعتبات الإنصاف الحقيقي لكافة الفئات الفقيرة والأسر المستضعفة، سواء بالنسبة للدعم الاجتماعي المباشر أو بالنسبة للتغطية الصحية.
وبهذا الصدد، يُحذِّرُ الحزبُ الحكومة من انعكاسات إحداث انتظاراتٍ كبيرة لدى فئاتٍ واسعة من الشعب دون العمل على تنفيذها، لما ينطوي عليه تخييبُ مثل هذه الآمال من مخاطر من شأنها الرفعُ من منسوب الاحتقان الاجتماعي.
رفضٌ لمقاربة التسيير الانفرادي للشأن الصحفي وللإجراءات المثيرة لاستياء الجسم المهني
وفيما يتعلق بالشأن الصحفي، تناول المكتبُ السياسي الإجراءات المستجدة المتعلقة بالدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، وكذا تطورات مسلسل تجديد البطاقات المهنية.
بهذا الصدد، يُعبِّــــرُ حزبُ التقدم والاشتراكية عن قلقه إزاء الأجواء السلبية التي أحدثتها التدابير المتخذة، بشكلٍ يُثير الاستياء والاحتجاج في الأوساط المهنية للصحافة، بالنظر إلى المقاربة الانتقائية والانفرادية المعتمَدة من طرف الحكومة واللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر التي سبق للحزب أن حذَّر من اعتمادها بديلاً غيرَ سَـــوِيٍّ عن المجلس الوطني للصحافة.
ويُعربُ الحزبُ عن عدم تفهمه لتغييب منظمات مهنية أساسية، وخاصة الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن الموضوعين معاً. ويدعو إلى تصحيح هذه الأوضاع، إنْ على مستوى مضامين الإجراءات أو على صعيد المقاربة والأسلوب.
التنسيق مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية: دينامية سياسية إيجابية
كما وقف المكتبُ السياسي عند الدينامية السياسية الإيجابية التي أحدثها التنسيقُ بين حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما فتحه من آفاق، وما أحدثه من آمال في أوساط مجتمعية مختلفة.
بهذا الشأن، يعقد المكتبان السياسيان للحزبيْن، يوم الأربعاء 10 يناير 2023 بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية في الرباط ابتداءً من الساعة الثالثة بعد الزوال، لقاءً من أجل بلورة برنامج عملٍ مدقق ومضبوط على مختلف المستويات السياسية والجماهيرية والإعلامية والتنظيمية، بغاية إعطاء نَفَسٍ أقوى لمبادرة التنسيق بين الحزبين التي تظل مفتوحةً أمام كافة القوى والفعاليات الوطنية الديموقراطية التي يَــحـــدُوهَا نفسُ التطلع نحو تقوية المسار الديموقراطي والتنموي لبلادنا.
المسألة التنظيمية
أما على الصعيد التنظيمي الداخلي، فقد تداول المكتبُ السياسي، بشكلٍ مستفيض في مختلف الجوانب التنظيمية للحزب. وشكَّل لجنةً من أجل تقديم مقترحاتٍ إجرائية دقيقة في الموضوع، بهدف الارتقاء بالأداء التنظيمي لمختلف هياكل وتنظيمات الحزب.