أثارت صفقة تأهيل المقابر بمدينة سيدي قاسم جدلاً واسعًا في أوساط الرأي العام المحلي، بعد أن نشر عبد الحي بلكاوي، عضو مجلس جماعة سيدي قاسم، مراسلة مفتوحة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، وجّهها إلى عامل إقليم سيدي قاسم، تضمنت تساؤلات وانتقادات حول خلفيات الصفقة وتدبيرها المالي والتقني.
كتب بلكاوي في مراسلته “لسنا ضد تأهيل مقابر المسلمين والعناية بها، لكننا تساءلنا مثل بقية القاسميين عن خلفيات تضخيم الصفقة المبالغ فيها، فمليار و 304 مليون سنتيم، دون احتساب مبلغ الضريبة على القيمة المضافة، جعلنا نطرح السؤال حول الصفقة برمتها، خصوصا انه لم تتم فيها الاستعانة بمهندس معماري كما أشارت الصحف لذلك.”
وأضاف أن المواطن القاسمي كان سينوه بهذه المبادرة لو تم التعامل مع قضايا “الأحياء” بنفس الحماس الذي ظهر في تنفيذ صفقة “الأموات”، مشيرًا إلى “أن يخرج عامل الإقليم لمعاينة أشغال صفقة المقابر، ويستمع لشروحات وطلبات رئيس الجماعة، فهذا أمر محمود، على الرغم من ملاحظة جوهرية، أن ما تم التصريح به خلال زيارة العامل والرئيس للمقبرة يثير الاستغراب لأنه ما يجب إنجازه تضمنه دفتر تحملات الصفقة ولا معنى ان يستشير الرئيس العامل حول بعض التفاصيل.”
وانتقد بلكاوي ما اعتبره غياب توازن في الأولويات، متسائلًا: “لكن قبل هذا كله، نتمنى ان يقوم العامل بزيارة ميدانية للمستشفى وللمراكز الصحية ولدور إيواء الطالب والطالبة ويعاين المشاريع المتعثرة، وينزل للشارع للاستماع لمطالب المواطنين بالأحياء الهامشية، وسيرى ان مبلغ صفقة المقابر كان الأولى ان يتم صرفه لفائدة الأحياء من المواطنين.”
كما دعا العضو الجماعي إلى ضرورة الإعلان عن الصفقات العمومية وسندات الطلب بكل شفافية، حيث قال: “كنا نتمنى أن يجبر العامل الرئيس على إعلان كافة الصفقات العمومية وسندات الطلب التي اعلن عنها المجلس، ونشرها للعموم، والخروج ببلاغ توضيحي حول وجهتها وطريقة صرفها.”
وفي نفس السياق، أشار إلى ما وصفه بتضارب في أولويات المشاريع، متسائلًا عن أسباب صرف مبالغ ضخمة في مشاريع غير واضحة المعالم، “وقبل كل هذا كنا نتمنى أن يقوم العامل وبنفس الحماس بزيارة حديقة الموت، وأن يخرج الرئيس بشروحات للمواطنين حول خلفيات اعلان صفقات طمر الحبال الكهربائية بملايير السنتيمات من المال العام.”
وختم بلكاوي مراسلته بدعوة للمكاشفة والمصارحة، قائلاً: “كنا نتمنى أن يتعامل العامل بنفس الحماس ونفس الشجاعة في معاينة وضعية مركز الاستقبال والتكوين المستمر، أو على الأقل الخروج ببيان يوضح للرأي العام القاسمي ما يجري في هذا الملف، او على الأقل نفي ما نشرته الصحافة الوطنية.”
كما شدد على ضرورة الاعتراف بوجود اختلالات في تنفيذ صفقة المقابر، مشيرًا إلى “أن هناك بعض الهفوات في تنزيل الصفقة، وان يعترفوا ان مراحيض المقبرة غير مرتبطة بشبكة الماء والكهرباء.”
وطالب في ختام مراسلته بنشر تفاصيل دقيقة حول مراحل إنجاز الصفقة، مضيفًا “أيضا كنا ننتظر ان يتم نشر كشوفات محاضر انجاز أشغال صفقة تأهيل المقابر، و اطلاعنا على المبالغ التي توصل بها المقاول، ونشر المحاضر المنجزة من طرف مكتب الدراسات ومكتب المراقبة..”
