العربية.ما alaarabiya.ma

تبون يستغل الأزمة في غزة في حملته الإنتخابية!؟

تصريحات انتخابية على حساب المأساة الفلسطينية؟!

alt=
العربية.ما - العربي. ح

تستغل الحكومة الجزائرية، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، الأزمة الإنسانية في قطاع غزة لتعزيز موقفها الانتخابي قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 7 سبتمبر/أيلول 2024. إذ أعلن تبون، في تجمع انتخابي بمحافظة قسنطينة، عن “جاهزية الجيش الجزائري لبناء المستشفيات في غزة خلال 20 يومًا بمجرد فتح معبر رفح، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لإرسال المئات من الأطباء للمساعدة في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل..”.

ورغم التعاطف الكبير للشعب الجزائري مع الفلسطينيين، أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول دوافعها الحقيقية، حيث يُعتقد أنها تستهدف استثمار التعاطف الشعبي الجزائري الواسع مع القضية الفلسطينية في محاولة لتعزيز الدعم الانتخابي لتبون، خاصة في ظل توقيتها المتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وعدم الاهتمام الشعبي الواسع بها في الجزائر. كما يبدو أن هذه الخطوة تأتي في سياق محاولة تبون لاستمالة الناخبين الذين يشهدون تراجعًا في الحماس للمشاركة في العملية الانتخابية، خصوصًا بعد منع الحكومة الجزائرية تنظيم مسيرات مؤيدة لغزة خلال الأشهر الأخيرة بحجة الخوف من تحولها إلى احتجاجات مناهضة للنظام.

وبالإضافة إلى تصريحاته بشأن غزة، وعد تبون أيضًا بتزويد لبنان بالوقود لتشغيل محطات الكهرباء، وهو ما اعتبره البعض جزءًا من نفس الحملة الانتخابية التي تستهدف تعزيز صورته كرئيس مستعد لدعم القضايا العربية والإسلامية.

وعلى الرغم من أن تبون ليس المرشح الوحيد في السباق الرئاسي، حيث ينافسه عبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم، ويوسف أوشيش، السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، إلا أن الرئيس المنتهية ولايته يبدو مصممًا على استخدام ملف غزة كوسيلة لتعزيز موقعه الانتخابي.

كما تأتي هذه التصريحات في وقت يستمر فيه الاحتلال الإسرائيلي في شن حرب مدمرة على غزة، وسط تجاهل لقرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية الداعية لوقف العدوان وتحسين الأوضاع الإنسانية.

ورغم هذه التصريحات، يبقى الواقع الجيوسياسي معقدًا، حيث يدرك القادة الجزائريون جيدًا أن أي تحرك فعلي في الملف الفلسطيني يعتمد بشكل أساسي على مواقف القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، التي تقدم دعمًا كبيرًا لإسرائيل. هذه الأخيرة التي بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت عن أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط دمار واسع ومجاعة قاتلة. ورغم الدعوات الدولية لوقف هذه الحرب، إلا أن إسرائيل تواصل حصارها الخانق على قطاع غزة للعام الثامن عشر على التوالي، ما أدى إلى نزوح ملايين الفلسطينيين في ظروف إنسانية كارثية..

المصدرالعربية.ما -عن موقع ميدل إيست أونلاين
Exit mobile version