في مشهد صادم ومقلق، تفاجأ عدد من سكان مدينة العرائش، زوال يوم الخميس 8 ماي الجاري، بظهور بقعة حمراء كبيرة على سطح مياه البحر بشاطئ “الماء الجديد”، ما أثار موجة من الذهول والاستياء، وسط تساؤلات متزايدة حول مصدر هذه المادة الملونة وتداعياتها البيئية والصحية.
ورغم انتقال لجنة مختلطة صباح اليوم الموالي، الجمعة 9 ماي، تضم تقنيين من الوكالة المستقلة للماء والكهرباء والتطهير السائل “لاراديل”، إلى جانب ممثلين عن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” والسلطات المحلية، لمعاينة الوضع والقيام بجولة ميدانية شملت عدداً من الشركات، خاصة بالحي الصناعي، إلا أن أي بلاغ رسمي لم يصدر إلى حدود اللحظة، ما زاد من توتر الشارع المحلي وأجج حالة الغضب الشعبي.
مصادر من عين المكان أفادت أن البقعة الحمراء ظهرت بشكل مفاجئ وغير مسبوق، وامتدت على مساحة واسعة من مياه الشاطئ الصخري، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تدهور الوضع البيئي في المدينة، خاصة وأن عدداً من شواطئ العرائش مصنفة ضمن المناطق غير الصالحة للسباحة، بفعل التلوث المزمن الذي تعاني منه.
وفي ظل تداول أنباء تشير إلى احتمال وقوف إحدى شركات الفواكه الحمراء خلف هذا التلوث، سارعت الشركة المعنية إلى نفي أي علاقة لها بالحادث، مؤكدة أن منشآتها تحترم المعايير البيئية وأنها لا تصرف مخلفاتها في تلك المنطقة.
هذا التطور الخطير يعيد إلى الواجهة النقاش حول فعالية مشروع التطهير السائل بمنطقة “الماء الجديد”، والذي لم يرَ النور بعد رغم الوعود المتكررة، مما يطرح علامات استفهام حول أسباب التأخر في إنجازه وجدوى الاعتمادات المخصصة له.
وفي هذا السياق، عبّرت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش عن استنكارها لما وصفته بـ”الكارثة البيئية”، محمّلة الجهات المعنية مسؤولية الكشف عن الحقيقة ومحاسبة المتورطين. كما طالبت بتسريع أشغال مشروع التطهير، وتقديم توضيحات شفافة للرأي العام.
الواقعة تضع المسؤولين المحليين والجهات الرقابية أمام اختبار حقيقي، خاصة مع اقتراب موسم الصيف، وما يتطلبه من بيئة بحرية آمنة وجذابة تليق بمدينة سياحية بامتياز. فهل يتحرك المسؤولون قبل أن يفقد المواطنون الثقة بشكل نهائي؟