تكوين الصحافة والإعلام الحديث يحتفي بمناقشة أطروحة دكتوراه حول “الإعلام الجديد وإدارة الحملات الانتخابية”

12 يوليو 2025
تكوين الصحافة والإعلام الحديث يحتفي بمناقشة أطروحة دكتوراه حول “الإعلام الجديد وإدارة الحملات الانتخابية”
العربية.ما - الرباط

شهدت المدرسة الوطنية العليا للكيمياء بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، صباح اليوم السبت 12 يوليوز 2025، مناقشة أطروحة دكتوراه أعدها الطالب حسام الكاوزي، المسجل بتكوين الصحافة والإعلام الحديث، بعنوان:

 

“الإعلام الجديد وإدارة الحملات الانتخابية: دراسة مقارنة للتجارب الأمريكية، الفرنسية، والمغربية”

 

تناولت الأطروحة تأثير الإعلام الجديد على الحملات الانتخابية من خلال دراسة مقارنة بين التجارب الأمريكية، الفرنسية والمغربية. وركزت على كيفية إعادة تشكيل العلاقة بين الفاعل السياسي والجمهور، وتحول الخطاب وآليات الحشد في الفضاء الرقمي، الذي أصبح اليوم ركيزة أساسية في الحملات الانتخابية المعاصرة.

 

أوضح الباحث أن اختياره لهذا الموضوع جاء نتيجة تجربة مهنية داخل الحقل الإعلامي، إضافة إلى أهمية الموضوع في تقاطعات الإعلام والسياسة والتكنولوجيا. كما أن السياق المغربي الحالي يفرض مساءلة التحول الرقمي وأثره على الحملات الانتخابية. وقد تم اختيار الولايات المتحدة، فرنسا، والمغرب كنماذج تعكس ثلاث درجات مختلفة من النضج السياسي الرقمي، حيث اعتُبرت الولايات المتحدة منتجة للأدوات الرقمية، بينما فرنسا مكيّفة لها، والمغرب متفاعل معها.

طرحت الأطروحة إشكالية مركزية حول مدى مساهمة الإعلام الجديد في إعادة تشكيل الحملات الانتخابية ضمن أنماط سياسية وثقافية مختلفة، وسعت إلى تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين التجارب الثلاث، مع التركيز على كيفية تأثير الوسائط الرقمية على شكل ومضمون الحملات الانتخابية.

 

اعتمدت الدراسة مقاربة تحليلية كيفية من خلال أداة تحليل المضمون، حيث تناولت ثلاث محطات انتخابية بارزة هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية لسنة 2020، الانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2022، والانتخابات التشريعية المغربية لسنة 2021.

 

قسمت الأطروحة إلى بابين رئيسيين، كل باب يضم فصلين، وكل فصل إلى ثلاثة مباحث. تناول الباب الأول التحول الرقمي وإعادة تشكيل الحملات الانتخابية، حيث ركز الفصل الأول على الإعلام الجديد بين الإطار النظري وسياق التحولات الاتصالية، بينما تناول الفصل الثاني تطور الحملات الانتخابية من أدوات دعائية إلى دينامية تواصل سياسي وعلاقة التسويق السياسي بالإعلام. أما الباب الثاني، فقد خصص لقراءة تحليلية مقارنة بعنوان “من الممارسة الرقمية إلى التأثير الانتخابي”، حيث تناول الفصل الأول إدارة الحملات الانتخابية في التجارب المقارنة، محللا حملات بايدن وترامب في الولايات المتحدة، ماكرون ولوبين في فرنسا، وحزبي الأحرار والعدالة والتنمية في المغرب. أما الفصل الثاني، فقد درس الوظائف الجديدة للوسائط الرقمية وأثرها على البيئة الانتخابية، متوقفا عند أدوات مثل الذكاء الاصطناعي، الاستهداف الرقمي، وتفاعل الجمهور.

 

خلصت الدراسة إلى أن الإعلام الجديد أعاد تشكيل منطق الحملة الانتخابية، فلم تعد تعتمد على نموذج تقليدي بسيط يجمع بين مرشح ورسالة وجمهور عبر وسيط جماهيري تقليدي، بل أصبحت عملية معقدة تتم في فضاء رقمي مفتوح ومتعدد الوسائط، تعتمد على رسائل سريعة، شخصية وقابلة للمشاركة. كما أظهرت الأطروحة تغير بنية الخطاب الانتخابي، حيث أصبح أكثر بساطة وعاطفية واعتمادًا على الصورة والمقاطع القصيرة، ما قلص المسافة بين السياسي والجمهور لكنه ساهم أيضا في تسليع الرسالة السياسية.

 

وأبرزت النتائج أن الجمهور لم يعد متلقيًا سلبيًا للخطاب الانتخابي، بل تحول إلى شريك فاعل في إنتاجه وترويجه، مما جعل العلاقة بين السياسي والجمهور أكثر أفقية وتفاعلية، لكنها أصبحت أيضا عرضة للانفعالات والتقلبات اللحظية. كما تجاوز الفضاء الرقمي الإعلام التقليدي في التأثير والانتشار بفضل سرعة نقل الرسائل ودقة استهدافها وتحليل بيانات الجمهور، وهو ما طرح تساؤلات أخلاقية وتنظيمية جديدة.

 

وشددت الدراسة على أن السياق السياسي والثقافي لكل دولة يبقى محددا رئيسيا لطبيعة الحملات الرقمية، رغم الطابع الكوني للإعلام الجديد.

 

تألفت لجنة المناقشة من نخبة من الأساتذة والخبراء، وهم: ذ. إدريس الذهبي رئيسا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وذة. عائشة التازي مقررة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وذ. عبد الصمد مطيع مقررا من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، وذ. مهدي عامري مقررا من نفس المعهد، ود. هشام المكي فاحصا من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ود. بلال داود فاحصا من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة طنجة تطوان الحسيمة، إضافة إلى ذ. محمد هموش مشرفا من المدرسة الوطنية العليا للكيمياء بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

 

وبعد المداولة، قررت لجنة المناقشة منح الطالب الباحث حسام الكاوزي درجة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.