شهدت رحاب قاعة الندوات بكلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، صباح يوم السبت 15 مارس 2025، انعقاد الندوة الوطنية الثانية للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، التي نظمها تكوين الدكتوراه “الصحافة والإعلام الحديث“ تحت عنوان: “الإعلام وأنواع الخطاب: من الخصائص إلى التكامل المعرفي”، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الإعلام والاتصال.
افتتحت الندوة بكلمات رسمية، استهلها الأستاذ محمد هموش، الذي أكد على أهمية البحث العلمي في تطوير المجال الإعلامي، مشيرا إلى الدور المتزايد الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الخطاب العام وتأثيره على مختلف القضايا المجتمعية. كما شدد على ضرورة تعزيز البحث الأكاديمي لمواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي، خاصة في ظل الثورة الرقمية وانتشار الوسائط الحديثة.
الجلسة العلمية الأولى: الإعلام والوسائط القانون والتنمية الاقتصادية
ترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ محمد هموش، وتمحورت حول علاقة الإعلام بالوسائط الرقمية، والقانون، والتنمية الاقتصادية. وتضمنت مداخلات علمية ناقشت قضايا متنوعة، من بينها:
- إعادة إنتاج الواقع ودور السينما والإعلام في تشكيل التصورات الذهنية – قدمها الباحث ندير بغداد، حيث سلط الضوء على كيفية تأثير الأعمال السينمائية والإعلامية على الإدراك العام للقضايا الاجتماعية.
- الإعلام الرقمي والفيلم الوثائقي وتأثيره على تشكيل الرأي العام حول قضايا البيئة – طرحها الباحث حفيظ غريب، مشيرا إلى الدور المتنامي للإنتاج الوثائقي في التوعية بالقضايا البيئية.
- النوع الاجتماعي والإشهار في المغرب: دراسة حول صورة المرأة في مجلة “تيل كيل“ – قدمها الباحث عبد اللطيف أبي القاسم، حيث ناقش كيفية تمثيل المرأة في الإعلانات وتأثير ذلك على التصورات الاجتماعية.
- الأخبار الزائفة وصناعة الرأي العام: الخطاب الإعلامي في مواجهة تحديات الخطاب الاجتماعي – للباحثة سعاد بنت سرور البلوشية، التي تناولت مخاطر انتشار الأخبار المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في توجيه الرأي العام.
- دور الإعلام في دعم وتنمية المقاولة المغربية – طرحه الباحث حسن البياضي، حيث تناول كيفية مساهمة الإعلام في تعزيز ريادة الأعمال والترويج للمشاريع الناشئة.
الجلسة العلمية الثانية: الإعلام والتعليم والهوية الثقافية والدينية
ترأس الجلسة العلمية الثانية الأستاذ هشام بن الهاشمي، وركزت على علاقة الإعلام بالتعليم، الهوية الثقافية، والسياسة، حيث شملت المداخلات:
- تأثير محتويات الإعلام الرقمي على قيمة التعلم بالمدرسة المغربية – قدمها الباحث سعيد الرميلة، مستعرضًا تأثير الوسائط الرقمية على طرق التعلم، مع التركيز على تعليم اللغة العربية.
- الخطاب الإيديولوجي والعنف اللغوي في الإعلام والسياسة – قدمه الباحث إدريس الحيلة، متناولًا كيفية توظيف اللغة في الخطاب السياسي وتأثير ذلك على المتلقي.
- حضور التراث الثقافي الوطني في الإعلام المغربي – للباحث جلال الطويل، حيث تطرق إلى مدى اهتمام الإعلام المغربي بالحفاظ على التراث الثقافي.
- دور الإعلام في تجديد الخطاب الديني – طرحه الباحث سفيان دروس، مشيرًا إلى دور الإعلام في تقديم خطاب ديني متجدد ومتزن.
- الخطاب الإعلامي والجالية المغربية: بين الواقع والتحديات – قدمته الباحثة نبيلة قميمي، حيث سلطت الضوء على كيفية تعامل الإعلام المغربي مع قضايا الجالية بالخارج.
- جدلية العلاقة بين الإعلام والسياسة في المغرب: بين التكامل والتوتر – للباحث هشام مداحي، الذي ناقش التفاعل المعقد بين الإعلام والسلطة السياسية، ومدى استقلالية وسائل الإعلام في تناول القضايا السياسية.
وفي ختام الندوة شهدت نقاشات علمية مثمرة، حيث طرح المشاركون تساؤلات جوهرية حول تأثير الإعلام على الرأي العام، وضرورة تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة الأخبار الزائفة، إضافة إلى أهمية تطوير التشريعات الإعلامية لضمان التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية.
وأكد المنظمون على أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات العلمية لتعزيز البحث الأكاديمي في مجال الإعلام، ودوره في بناء خطاب إعلامي مسؤول ومتوازن يواكب التحولات الاجتماعية والثقافية.