جدار العار في مراكش.. من يحاصر الملك العمومي؟!

جدار العار في مراكش.. من يحاصر الملك العمومي؟!
العربية.ما: محمد شيوي

في قلب مدينة مراكش، وتحديدا بجانب شركة كوكاكولا للمشروبات الغازية، وتحت تراب مقاطعة المنارة جليز، يشهد الشارع المؤدي إلى مقاطعة أزلي مهزلة حقيقية في واضحة النهار، مهزلة صامتة لكن صداها يزلزل ضمائر كل من لا يزال يحمل ذرة إحساس بالمسؤولية.

 

ورش لبناء إقامة سكنية؟ لا مانع، فالتنمية الحضرية حق مشروع، لكن أن يحول هذا الورش إلى عائق عمومي عبر إقامة جدار حديدي صلب، لا يرحم المارة ولا وسائل النقل، فتلك فضيحة بكل المقاييس. جدار حديدي أزرق وبرتقالي، كالصفعة في وجه كل من يتحدث عن القانون والنظام والملك العمومي.

 

لقد تحول هذا الحاجز إلى حزام اختناق مروري دائم، فلا سيارة تمر بسهولة، ولا دراجة تنجو من التكدس، ولا مواطن يجد سبيلا دون أن يلعن كل ما يعيق حركته في مدينته التي خانها مسؤولوها في وضح النهار. وكأن الشارع صار ملكًا خاصا للمقاول أو صاحب المشروع، بتواطؤ مفضوح أو صمت مريب من السلطات المحلية.

 

أين السلطة المحلية؟ أين المقدم؟ أين الشيخ؟ أين رئيس المقاطعة؟ هل أصبح المواطن بلا قيمة إلى هذا الحد؟ من يساند هذا العبث؟ من يقف وراء هذا الخرق السافر للملك العمومي؟ وهل كتب علينا أن نحاصر داخل مدننا، في حين يُمنح “الحق في الفوضى” لبعض المحظوظين؟

 

الشك بدأ يدبّ في قلوب الساكنة، فالسكوت علامة الرضا أو الخضوع أو… التواطؤ.

 

من هذا المنبر، نُوجه نداء مستعجلًا إلى السيد والي جهة مراكش آسفي: تدخّلكم صار واجبا وطنيا وأخلاقيا قبل أن يكون إداريا. فالأمر لا يتعلق بورش بناء، بل بكرامة مواطنين، وبقانون يدهس يوميًا تحت عجلات المصالح الخاصة.

 

لا نطلب أكثر من حقنا في المرور، في الأمان، وفي أن نعيش بكرامة في مدينتنا.

كفى من العبث، كفى من الاستهتار، كفى من احتقار الإنسان في زمن يدعي الحداثة والحكامة والعدالة المجالية.

 

مراكش تستغيث… فهل من مجيب؟

Exit mobile version